اليوم الإفريقي للتصنيع : نحو مؤسسات مبتكرة ومستدامة ذات مسؤولية مجتمعية

الشعب نيوز / ناجح مبارك - تحتفل المجموعة الدولية في 20 نوفمبر من كل عام، منذ سنة 1989، باليوم الإفريقي للتصنيع، وهي مبادرة أطلقتها الأمم المتحدة للتأكيد على الدور المحوري للتصنيع المستدام في دعم النمو الاقتصادي وإحداث فرص العمل وتحقيق التحوّل الهيكلي في القارة الإفريقية.
* تكوين صناع القرار
وقد تم اختيار شعار سنة 2025: «تحويل الاقتصاد الإفريقي عبر التصنيع المستدام، الاندماج الإقليمي والابتكار»، بما يعكس أهمية تعزيز القدرة التنافسية للقارة وخلق فرص صناعية شاملة ومستدامة للأجيال القادمة.
لقاء بالمدرسة الوطنية للإدارة في صميم تكوين صانعي القرار العمومي:
في تونس، احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (الأونيدو) بهذه المناسبة بالشراكة مع المدرسة الوطنية للإدارة، من خلال تنظيم لقاء موجّه للإطارات العمومية المستقبلية، بهدف تعزيز فهمهم للقضايا الوطنية والإفريقية المرتبطة بالتنمية الصناعية.
وقد جمع هذا اللقاء خبراء الأونيدو، وممثلين عن المؤسسات الوطنية، وطلبة الدورة العليا بالمدرسة الوطنية للإدارة، إضافة إلى المشاركات والمشاركين في مخبر الابتكار العمومي بالمدرسة، ضمن برنامج يضمن محاضرات محورية، وشهادات ميدانية من مشاريع الأونيدو، وورشات تشاركية للنقاش والتفكير. وتندرج هذه المبادرة في إطار دعم وعي الجيل الجديد من الإطارات بأهمية التصنيع المستدام والشامل والمبتكر، وخلق فضاء للحوار بين الطلبة والخبراء والشركاء الوطنيين في مجال التنمية الصناعية.
* التحكيم والتغيير
كما تأتي هذه الاحتفالية في سياق دعم الأونيدو للمبادرة الوطنية التي أعلنت سنة 2025 سنة لتعزيز العمل متعدّد الأطراف، وفق ما أعلنته وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
وقد تركّزت النقاشات حول ثلاث أولويات متكاملة :
- التمكين الاقتصادي للنساء باعتباره رافعة أساسية للتصنيع الشامل، من خلال عرض مشاريع تثمين سلاسل القيمة في الصناعات التقليدية والغذائية التي تنفّذ مع المجتمعات المحلية؛
- الدور الاستراتيجي للشباب في تحويل النموذج الإنتاجي عبر تطوير المهارات، ودعم ريادة الأعمال الصناعية، وتعزيز استخدام التكنولوجيات الناشئة؛
- الانتقال نحو تصنيع مستدام قائم على الابتكار الأخضر ونجاعة الطاقة وحماية البيئة.
مثال – شهادة من المدرسة الوطنية للإدارة:
ومن جانبها قالت السيّدة خولة العبيدي، مديرة المدرسة الوطنية للإدارة: "يجب أن يستند تكوين طلبة الدورة العليا بالمدرسة إلى فهم عميق للتحوّلات الصناعية الجارية. ويسمح هذا التعاون مع الأونيدو بإدماج هذه الرهانات في صميم رسالتنا، وبإعداد إطارات قادرة على مرافقة تحديث الدولة والنسيج الإنتاجي في تونس ".
* دعم الاندماج الأقتصادي
الأونيدو في إفريقيا وتونس: رؤية مشتركة لمستقبل صناعي مستدام
تندرج جهود الأونيدو في إفريقيا ضمن استراتيجية إفريقيا 2023–2025 التي تهدف إلى دعم الاندماج الصناعي للقارة، وتعزيز تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتطوير سلاسل قيمة إقليمية تنافسية.
وفي تونس، شكّل عام 2024 محطة بارزة، إذ أحيت البلاد 30 سنة من التعاون الاستراتيجي مع الأونيدو، تزامنًا مع الطلب الرسمي لانضمام تونس إلى برنامج الشراكة القطرية (PCP)، دعمًا للرؤية الصناعية تونس 2035 ولأهداف التنمية المستدامة.
وقال السيّد لسعد بن حسين، ممثل الأونيدو في تونس :
"تؤكّد هذه المناسبة أهمية الحوار المستمر بين المؤسسات العمومية والإطارات الشابة والشركاء الفنيين. إن إعداد الجيل القادم من القيادات الإدارية ركيزة أساسية لنجاح التحوّل الصناعي في تونس. وتظلّ الأونيدو ملتزمة بمساندة البلاد في مسار تصنيع تنافسي ومبتكر ومستدام".
* حول الأونيدو
تُعدّ منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (الأونيدو) وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وتتمثّل مهمتها في تعزيز وتسريع التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
.jpeg)


