الصين تطلق مبادرة الحوكمة العالمية

الشعب نيوز / أبو إبراهيم - اطلقت الصين مبادرة الحوكمة العالمية وذلك بمناسبة احياء مرور ثمان عقود على تأسيس الأمم المتحدة.
وذكرت وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الصينية تحمل عنوان ورقة مفاهيمية لمبادرة الحوكمة ان الأمم المتحدة تأسست على مبادئ للحوكمة غير ان الأوضاع الدولية تشهد تغيرات واضطرابات متشابكة في الوقت الراهن، حيث تتعرض الأمم المتحدة وتعدية الأطراف لصدمات، مع زيادة عجز الحوكمة العالمية باستمرار، ويوجد قصور للألية الدولية القائمة في ثلاثة مجالات.
قصور منظومة الحوكمة الحالية
وذكرت وثيقة الخارجية الصينية ان القصور الأول يتمثل في النقص الخطير في تمثيل الجنوب العالمي، في ظل التصاعد الجماعي لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، من الضروري زيادة تمثيل الجنوب العالمي وتصحيح الظلم التاريخي، في حيت يبرز القصور الثاني من خلال تآكل السلطة، لم يتم الالتزام بمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة بشكل فعال، وتتعرض القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي المعارضة، وتنتهك العقوبات الأحادية الجانب وغيرها من الممارسات القانون الدولي وتقوض النظام الدولي وأشارت الوثيقة الى ان المجال الثالث للقصور هو الحاجة الملحة لزيادة الفعالية.
مفاهيم أساسية
وقدمت الصين المفاهيم الأساسية التي يجب ان تقوم عليها الحوكمة الجدية وهي أولا الالتزام بالمساواة في السيادة ويكمن جوهرها في ضرورة احترام سيادة وكرامة كافة الدول بغض النظر عن حجمها أو قوتها أو ثروتها، وعدم السماح بالتدخل في شؤونها الداخلية، وضمان حقها لاختيار النظم الاجتماعية والطرق التنموية بإرادتها المستقلة والمشاركة في عملية الحوكمة العالمية وصنع القرار فيها والاستفادة منها.
وثانيا الالتزام بالقانون الدولي وذلك من خلال الحفاظ بثبات على مقاصد ومبادى ميثاق الأمم المتحدة باعتبارها القواعد الأساسية المعترف بها التي تحكم العلاقات الدولية، وينبغي صياغة القواعد الدولية في المجالات الناشئة على أساس التوافقات الواسعة.
وينبغى التطبيق المتساوي والموحد للقانون الدولي والقواعد الدولية، ولا يجوز اللجوء إلى المعابير المزدوجة أو فرض الإرادة على الآخرين.
وثالثا الالتزام بتعددية الأطراف وهو ما يعني الالتزام بمبدأ التشاور والتعاون والنفع للجميع، المتمثل في تشاور الجميع حول الشؤون العالمية ومشاركة الجميع في بناء منظومة الحوكمة وتقاسم الجميع نتائج الحوكمة، بدلا من أحادية الجانب.
ورابعا الالتزام بوضع الشعب في المقام الأول هذه هي القيمة الأساسية للحوكمة العالمية.
إن شعوب دول العالم هي من يشارك في الحوكمة العالمية ويستفيد منها بشكل أساسي، ولا يمكن لمنظومة الحوكمة العالمية أن تحظى بدعم واسع النطاق وتشغل بفعالية إلا من خلال تلبية احتياجات الشعب ومواصلة تعزيز ثقة الشعب وإيمانه بمستقبل مستقر.
وخامسا الالتزام بنتائج ملموسة ذلك اون نجاعة الحوكمة العالمية مرهونة بقدرتها على معالجة الملفات الواقعية ونظرا للروابط الوثيقة بين مختلف أجندات الحوكمة العالمية، ينبغي تنفيذ الحوكمة العالمية بطريقة أكثر تنسيقا ومنهجية وشمولية وينبغي معالجة الأعراض والأسباب الجذرية على حد سواء لإيجاد حلول مستدامة كما ينبغي معالجة القضايا الملحة الحالية.
وشددت الصين على انها لا تسعى الى هذم النظام الدولي القائم بل تسعى الى استكمال بناء الحوكمة بما يعزز كفاءته وفعاليته.
ودعت الصين الى السير يدا بيد إلى الأمام مع كافة القوى المتقدمة في العالم، والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية باستمرار، وبذل جهود دؤوبة من أجل القضية السامية من السلام والتنمية للبشرية.
كما دعت الى تكريس روح الأصالة والابتكار والانفتاح والشمولية، والالتزام بمبادئ التشاور والتعاون والنفع للجميع، وتعزيز التواصل والتنسيق في السياسات مع مختلف الأطراف وحشد التوافقات واسعة النطاق في إطار مبادرة الحوكمة العالمية، بما ينوع الطرق والسبل لإصلاح واستكمال الحوكمة العالمية باستمرار.