الملتقى الدّولي السّادس للجمعيّة التونسيّة للفنون البصريّة : تجليّات الذّاكرة المتعدّدة في الفنون والتّاريخ والآداب في المغرب العربي

الشعب نيوز / المنذر العيني - التأم بمدينة سوسة بنزل تري هاوس أيّام 31 و 1 و 2 من شهري أكتوبر ونوفمبر ، الملتقى السّادس للجمعيّة التونسيّة للفنون البصريّة أشرف على إعداد برامجه ومحاوره السيّد وسام عبد المولى وترأسّه السيّد محمّد الصغيّر قايد.

* مقاربات متعدّدة التخصّصات
ورقةٌ علميّة ثريّة دقّقت في الذّاكرة محورا منه تستمدّ المعالجات الممارستيّة الفنيّة البصريّة مختلف لوائحها الفنيّة.
فالذّاكرة شرط ومنتهىً تدور على سياقاتها المتعدّدة العمليّات الفنيّة سرّا وجهرا والهدف من هذا الملتقى أن تظلّ الذّاكرة بكلّ أبعادها التأسييّة من مفاهيم ورؤى الهدف الّذي من خلاله تتعدّدُ تتجلّى عبر مختلف الوسائط ضمن متداخلات شتّى بين ماهو تاريخي مشترك وماهو فنّي قد تختصّ بها المنطقة المغاربيّة عموما.
الملتقى أتاح اللّقاء بعديد الوجوه من دكاترة فنانين أساتذة وطلبة من سائر المعاهد العليا للفنون التشكيليّة والمتتبعين للشّؤون التشكيليّة.
ترأّس الجلسات ثلّة من القامات الأكادميّة المميّزة أدّت تأطيراتها المنظّمة المهيكلة بتدّخلات حول جلّ المواضيع المطروحة في تنوّعها وثرائها بسطوا رؤاهم ومعارفهم بطرائق بيداغوجيّة منشّطة ورائقة.

مواضيع متعدّدة أثارت الجدل حول الذّاكرة في طبقاتها المتعدّدة المحفّزة على الإبداعات التّشكيليّة في مختلف تجلّياتها وأنماطها. الذّاكرة ليست خطّا مستقيما صياغات موّلدة ومستويات سنعود إلى رصدها وذكرها في بعض النماذج من هذه المداخلات في تحليلاتها، تخلصُ إلى أهميّة المحور في سائر وجوهه التّي أقامت الدّلائل في شواهدها على قيمة مثل هذه الملتقيات في إماطة اللّثام على التجارب التونسيّة والمغاربيّة سواء بالاستقراء أو بالتقفّي أو بالمعالجة المنهجيّة حتّى تساهم في إنتاج المعاني الّتي بها يتطوّر الفكر الفنّي التّشكلي في النظّر العميق للعالم ولصيرورته المتحرّكة.
مقاربات كوّنت لبنات مؤسّسة وسوّغت في مردوديّتها التحليليّة ما يعتمل في الممارسات الفنيّة عموما أبعادها الجماليّة الشّعريّة المعرفيّة الحسيّة البصريّة ما بها تعرّف عملا إبداعيّا تشكيليّا تدفعه الذّاكرة تبنيه وترافقه، عبر ما ينجرّ من تأويلٍ يتكرّرُ ولا يكرّرُ نفسه.
عديدة هي هذه المحاور والحلقات تبلورت فيها الرّؤى وترمّمت فيها الفجوات إزاء بعض القضايا والمفاهيم الجماليّة عبر ذكر المصادر والمراجع والإحالات فكانت على شاكلة المحاضرات الوظيفيّة لما سينشط عند الحاضرين مستقبلا تجاه ما يتسارع من أحداث وما ستؤول إليه الممارسات الذّاتيّة من تأسيسات جديدة هي من أهداف مثل هكذا ملتقيات نافعة ودافعة.
قراءات ومداخلات عيّرت وأبرزت أضواءا من العديد من التّجارب الفنيّة والحيوات الّتي استلهمت من الذّاكرة الفرديّة سيّانِها الذّاكرة الجمعيّة، في جدليّة تظهرها تلك الأعمال لتعود بيّنةً على ثراء التربة وعلّو الشّخصيّة التّونسيّة المتوسّطيّة المغاربيّة عموما.

ملتقًى أوفى بوعوده على جميع المستويات وأثرت أيّامه مدينة سوسة بضيوفه من كلّ أنحاء الجمهوريّة ومن البلدان المغاربيّة والدّول الأخرى مثل هذه المناسبات تشعّ في الثقافة التونسيّة وتثمّنها.


