وطني

معركة بنقردان مارس 2016 كما روى تفاصيلها الحبيب الصيد من موقعه كرئيس حكومة

كان الحبيب الصيد رئيسا للحكومة عندما حصلت عملية بنقردان. عن اطوار العملية وتفاصيل أخرى نقرأ ما رواه سي الحبيب الصيد في كتاب أصدره نهاية السنة الماضية تحت عنوان " في حديث الذاكرة" والذي اقتطعنا منه هذه الشهادة.(ص 339 وما تلاها)
في فجر يوم 7 مارس (2016) حصلت نصف المفاجأة عندما رن الهاتف لإبلاغي بوقوع هجوم على بنقردان من طرف مجموعة إرهابية. قلت نصف مفاجأة لأننا بالفعل كنا نترقب حدوث شيء ما لكن دون تحديد الزمان والمكان.
كانت العملية من أخطر العمليات التي واجهتها قوات جيشنا الوطني وقوات أمننا الداخلي حيث انطلقت بهجوم مباغت على حاجز دورية قارة من الحرس الوطني في مدينة بنقردان. وبعد القضاء على أعوان الدورية توجه أفراد من الإرهابيين نحو مقر المعتمدية حيث تم قتل الحارس قبل القفز فوق جدار السور ومنه الى سطح معهد مجاور ووجهوا إطلاق نارهم من السطح على منطقة الحرس الوطني اين أصيب أكبر عدد من الضحايا هناك. 
وإثر ذلك حاولت المجموعة الهجوم على مقر منطقة الامن الوطني ولكن أمام ردة الفعل القوية بحكم التعزيز المتواجد على عين المكان التحق أفرادها بمجموعة أخرى كانت تستهدف ثكنة الجيش الوطني حيث بادروا بقتل الحارس الذي تولى بكل بسالة فتح باب الثكنة لتتمكن العربات العسكرية المدرعة من الخروج لمواجهة المعتدين.
كانت المجموعات الإرهابية موزعة على عدد من المواقع ونجحت بعامل المباغتة في إصابة عدد من الاعوان مثل عون الديوانة الذي أصيب بطلق ناري قاتل داخل سيارته وكذلك عوني امن بمقري سكناهما وعونين من فرقة مقاومة الإرهاب. ولكن مع بداية استرجاع زمام المبادرة من قبل القوات الأمنية والعسكرية تمت ملاحقة هذه المجموعات ودارت مواجهات عديدة بتبادل إطلاق النار في مواقع مختلفة.
ومع منتصف النهار تمكنا من السيطرة على مداخل المدينة ووسطها بالتعاون مع اهاليها الذين كانوا يناصرون الجيش والامن ويباركون عملهما ويهللون لنجاحاتهما ويقدمون المعلومات حول تحركات الإرهابيين بل ومنهم من استشهد في إطار هذه العمليات.
ثم انطلقت القوات العسكرية والأمنية في مطاردة الإرهابيين بالمناطق الريفية المحيطة بالمدينة قبل تمشيطها بالكامل حيص انتهى اليوم الأول بالقضاء على 36 إرهابيا والقبض على 7 آخرين...والقضاء في اليوم الثاني على 6 إرهابيين والقبض على 17 اخرين.
وأكدت وزارتا الدفاع الوطني والداخلية في بيان مشترك ان حصيلة الشهداء بلغت في الكامل 18 شهيدا منهم 6 من الحرس الوطني و3 من الامن الوطني وعسكري واحد وعون ديوانة و7 من المدنيين. أما الجرحى فكانوا 5 أعوان من الامن و7 عسكريين و3 مدنيين.