وطني

وفاة الصحفي محمود الذوادي بعد صراع مع المرض

غيب الموت صباح اليوم الثلاثاء 18 جانفي 2022 ، الصحفي محمود الذوادي بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز ال60 

وقد نعاه مركز لحرية الصحافة الذي كان يرأسه في بيان جاء أن تونس فقدت قلما شجاعا أعطى الكثير للصحافة على مدى أكثر من 3 عقود من الزمن ومناضلا شرسا ضد الدكتاتورية ونقابيا صادقا من أجل حرية الصحافة وحقوق الصحافيين وحقوقيا صامدا من أجل حقوق الانسان والديمقراطية في تونس.

بدأ الزميل الألمعي محمود الذوادي مشواره الصحفي بعد تخرجه من كلية الشريعة وأصول الدين في أواسط الثمانينات بصحيفة "الأسبوع المصور" وكان أحد أفراد أسرة تحريرها التأسيسية، ثم انضم إلى أسرة تأسيس جريدة "الصحافة" اليومية المنبثقة عن دار "لابراس" منذ 1989 واستقر بها طوال مشواره المهني إلى نال بها درجة رئيس تحرير وأكمل بها المشوار سنة 2019.

واعتبرالبيان أن الفقيد كان من أشرس الصحافيين مقاومة لمحاولات منظومة الدكتاتورية الوصاية على الحقل الصحفي وناضل طويلا ضد ذلك في صفوف جمعية الصحافيين التونسيين إلى أن غادرها هو وعدد من الصحافيات والصحافيين بعد احكام السلطة لبسط قبضتها عليها وتوجه إلى تأسيس نقابة الصحافيين مع عدد من الزملاء بينهم لطفي حجي و آمال البجاوي وكمال العبيدي ورشيد خشانة ونزيهة رجيبة أم زياد ولطفي الحيدوري ومحمد كريشان وحسن الجويني وزهير لطيف وسليم بوخذير وآمال وناس وصالح عطية وغيرهم وكان هو هو أول كاتب عام لها .

وعانى الزميل الفقيد هو وزملاؤه بالنقابة ويلات الملاحقات الأمنية عقابا على تأسيس أول نقابة مستقلة للصحافيين وقد مُنع نشاطها ومنع مؤتمرها التأسيسي في 7 سبتمبر 2005 حيث حاصرت قوات البوليس مقرها الكائن بمكتب العميد الأسبق شوقي الطبيب بشارع الحبيب ثامر بالعاصمة.

وبفضل نضالات الزميل الذوادي ومناضلات ومناضلي نقابة الصحافيين على مر سنوات والمساندة الكبيرة من الاتحاد الدولي للصحافيين اضطرت السلطة إلى الانصياع إلى القبول بالترخيص للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في جانفي 2008 لتتحول إلى الهيكل المهني الممثل لعموم الصحافيين التونسيين والمدافع عن حرية الصحافة والذائِد عن حق التونسيات والتونسيين في صون حقوق الانسان وقيم الحرية والكرامة والديمقراطية.

وكان الزميل أيضا في طليعة مؤسسي اللجنة التونسية لحماية الصحافيين في ديسمبر 2009 التي تعرضت للحصار البوليسي إلى أن سقط النظام بفضل ثورة

17 ديسمبر / 14 جانفي وتحولت هذه المنظمة إلى النشاط المرخص له تحت إسم مركز تونس لحرية الصحافة في مارس 2011 ووقع انتخاب الزميل الذوادي رئيسا له وتم تجديد انتخابه رئيسا في مؤتمر سنة 2014.

وأشاد البيان بنضال الزميل الذوادي أيضا منذ شبابه في صفوف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وكان أيضا عضوا بمنظمة العفو الدولية، وشارك في الدفاع عن  المضطهدين والسجناء السياسيين زمن الدكتاتورية وترأس لجنة مساندة المناضلة الأستاذة راضية النصراوي سنة 2009 وكان عضوا في لجنة الدفاع عن سجين الرأي الصحفي توفيق بن بريك سنة 2010 وترأس لجنة مساندة سجين الرأي الصحفي سليم بوخذير سنة 2007 وكان عضوا في لجنة مساندة اضراب 18 أكتوبر سنة 2005.

وفي ظهوره الاعلامي المتكرر زمن الدكتاتورية بالقنوات الدولية كان لسان صدق وشجاعة في وجه اعتداءات النظام على الحركة الحقوقية والديمقراطية في تونس. كما كان حضوره ومساهماته نيّرة في الندوات الدولية بالخارج التي كانت تخصص لمناقشة أوضاع حقوق الانسان بتونس وكان يتعرض للهرسلة البوليسية فور وصوله إلى مطار تونس قرطاج لاسيما إثر مشاركته في الندوة التمهيدية بجينيف سنة 2004 للقمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس في أكتوبر سنة 2005 .

وفي 30 جانفي 2021 تعرض الزميل محمود إلى حادث مرور خطير في الطريق من ماطر إلى العاصمة دخل على إثره في غيبوبة استمرت لأكثر من شهر بقسم الانعاش بمستشفى الرابطة للأعصاب.

ثم غادر المستشفى ليواصل العلاج بالمنزل وقد خلف له الحادث تداعيات عانى منها إلى أن تدهورت حالته الصحية مؤخرا  .

فأحر التعازي لزوجته ولإبنيه غادة وثامر ولكل عائلته ولكل أسرة مركز تونس لحرية الصحافة وأسرة النقابة الوطنية للصحافيين التونسبين ولكل الأسرة الاعلامية َوالحقوقية في تونس والخارج.