الملك لير" في إفتتاح أيام قرطاچ المسرحية "

الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - “ويليام شكسبير” الإنقليزي يُعتبر أهم كاتب مسرحي وتُرجمت ومٌثلت أعماله بكل اللغات.
ومسرحيته “الملك لير”والتي أخرجها ومثلها بنفسه لأول مرة في القرن السابع عشر تُعتبر من أهم أعماله ولقد تداول على إخراجها مئات المخرجين ولا يمر عام دون أن يكون هناك رؤية جديدة لها !تُرجمت للعربية مرات عديدة ومن أشهر مترجميها الفلسطيني” جبرا إبراهيم جبرا” أخرجت على مسارح متعددة في بلاد عربية ونذكر على الأقل مرتين في مصر وفي الإخراج الحالي يقوم بدور الملك لير الممثل المخضرم والذي بلغ الثمانيين “يحيى الفخراني” والذي يعرفه الجمهور العربي حيدآ أساسآ لأعماله التلڤزية التى راجت خلال العقود الأخيرة وهو من أشهر الممثلين العرب الأحياء وقد بلغ الثمانين دون أن يتوقف! وكان قد قام بنفس الدور في مطلع الثمانينات مع مخرج آخر قبل ظهور التقنيات الجديدة ليعاود التذكر في العام 2025.
العرض الثاني بعد تقديمه في المسرح القومي المصري كان الحدث الأهم في برنامج الدورة 39 من أيام قرطاچ المسرحية التى هي من أهم مهرجانات المسرح العربية.
أصطفت جماهير غفيرة مبكرآ لمشاهدة العرض الإستثنائي وللإحتفال كذلك بتكريم الممثل الكبير العجوز “يحيى الفخراني” وكان المسرح الكبير بأوبرا تونس كامل العدد ولم يتمكن عدد كبير من الحصول على فرصة المشاهدة حيث أعلنت إدارة المهرجان نفاذ التذاكر قبل يومين من العرض المنتظر!
العرض نفسه كان مدهشآ من الناحية التقنية بعشرات الممثلين وراقصي الأوبرا الذين كانوا مقدمة وخاتمة للدراما التراچيديه والتى أداها ممثلين مسرحيين متمكنين لإداور مركبة بين الشهوة والجشع والعاطفة لعالم الملكية المطلقة في إنقلترا في القرن السابع عشر ولم يعد موجودآ الآن لكن بقيت تتنازع في السلطة تلك العواطف في عالمنا المعاصر المختلف الجشع والغيرة والحب والخيانة ربما مازالت المحرك الأكبر للمصير الإنساني.
“الملك لير” هو نموذج للحاكم المطلق الذي يقرر في خريف عمرة أن يهب ثلاث من بناته مملكته على أن تأخذ أبنته الصغرى (جورديلا) النصيب الأكبر لإنها كانت الأكثر قربآ لقلبه وهي البريئة بينم فيما تثير الغيرة قلب الأبنتان الأخريتان فيتآمرن مع أزواجهن عليها حتى تهرب لفرنسا وتتزوج من ملك فرنسا الإبنتان الأخريتان يتآمرن على أباهم ليصير مجنونآ يهيم على وجهه وسط شعبه و أبنته التى أحبته بإخلاص فقط كأب تعود بجيش مع زوجها ملك فرنسا لإنقاذه ولكنهم يهزمون وينتهي العرض بموتها وصعودها مع أبيها للسماء!
المخرج “شادي سرور” والذي استخدم تقنيات حديثة جدآ وديكورات وإضاءة متنوعة ومؤثرة وسينوغرافيا وسعت مجال الرؤيا لكى يصير الرُكح إمتداد للطبيعة وبتداخل الديكور الحقيقي مع المُصور كما أن أن الملابس والموسيقى توافقت مع العصر التاريخي والأحداث التراچيدية .التمثيل بمجمله كان مدهشآ بألذات دور الأميرة الأصغر وبألطبع “يحيى الفخراني” بإداءه المُقنع سواء في حالة المستبد او الأب العطوف أو المجنون بعد أن تنازل عن سلطته و التائه بين شعبه بحثآ عن معنى للخير والحب والإخلاص وسط جحيم المؤامرات الأسرية.
المسرحية كانت إفتتاحآ مناسبآ لأيام قرطاچ المسرحية ويتبعها عدد من العروض الهامة والمؤثرة في المشهد المسرحي بتونس وأفريقيا والبلاد العربية.


