في ندوة الإطارات بباجة : دفاعٌ عن الاستحقاقات الاجتماعية وتعبئة شاملة للمرحلة القادمة

الشعب نيوز / نصر الدين ساسي - انعقدت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 بولاية باجة ندوة الإطارات النقابية الجهوية بإشراف الأخ فاروق العياري، الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم النظام الداخلي، وبحضور الأخت سهام بوستة، الأمينة العامة المساعدة المكلفة بقسم التكوين النقابي والأنشطة الثقافية.
كما شارك في الجلسة الافتتاحية كل من الأخ عبد العزيز العرفاوي، الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن، والأخ خالد العجيلي، الكاتب العام للجامعة العامة للمياه، والأخ لطفي العطواني، الكاتب العام لجامعة عملة التربية، إلى جانب حضور واسع للإطارات النقابية من مختلف القطاعات.

الندوة تأتي في إطار تنفيذ قرارات المكتب التنفيذي الموسع وتفعيل مخرجات المجلس الوطني، في لحظة وطنية تتسم بتصاعد الهجمة على الحق النقابي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما جعل من هذا اللقاء محطة أساسية لتوحيد الصفوف وتعبئة الهياكل استعدادًا للمرحلة النضالية المقبلة.
- حافظ الربعي : الأزمة مزدوجة… والجهة تدفع ثمن الإهمال التنموي
استهل الأخ حافظ الربعي، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بباجة، الجلسة بتشخيص مفصل للوضعين الوطني والجهوي، مؤكدًا أن البلاد تعيش وضعًا حرجًا تتقاطع فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وأن ذلك يُحتّم على الاتحاد البقاء في قلب المعركة الاجتماعية، وفي صميم عموم العمال.
وأشار إلى أنّ الاتحاد يواجه اليوم أزمة مزدوجة داخلية مرتبطة بتباينات تنظيمية تُعدّ طبيعية قبل المؤتمرات وخارجية تتعلق بما وصفه بمحاولات واضحة لـ"ضرب الحوار الاجتماعي والانفراد بالقرارات".
وفي تطرقه للوضع الجهوي، كشف الربعي وضعية معمل السكر بباجة المتوقف عن الإنتاج منذ أكثر من سنة ونصف، رغم أنّ إعادة تشغيله لا تتطلب سوى مبلغ بسيط، في حين تُرك العمال دون أجور لشهرين كاملين.
كما وصف الأزمة التي تضرب الضيعات الفلاحية العمومية بأنها “تهديد مباشر للأمن الغذائي”، مشيرًا إلى مسار ممنهج لدفعها نحو التفويت.
وتوقف عند وضعية مصنع الطاقة الشمسية الذي يعيش صعوبات بسبب عدم صرف مستحقاته لدى الدولة، إلى جانب الكارثة التي لحقت شركة ‘روزة’ للتنمية الفلاحية بتستور بعد قطع الكهرباء عنها لثلاثة أشهر، ما أدى إلى خسائر تجاوزت الستة مليارات وإتلاف الإنتاج الحيواني والفلاحي.
وفي قطاعي التربية والصحة، أكد أن باجة تعيش نقصًا حادًا في الإطار التربوي والتجهيزات، وقرارات إدارية مرتجلة، إضافة إلى صعوبات داخل المؤسسات الصحية وتعليمات تُربك العمل الميداني وتضيّق على النقابيين.
وختم الربعي مداخلته بالتأكيد على أنّ الحقوق تُفتك ولا تُمنح، وأن الاتحاد الجهوي بباجة جاهز لكل الاستحقاقات المقبلة، انطلاقًا من رصانة الهياكل وصلابة تاريخية تؤهله للوقوف في الصفوف الأمامية في المعركة الاجتماعية.
.jpg)
………..
- فاروق العياري في باجة : استهداف الحق النقابي هو استهداف لدور الاتحاد
من جهته، قدّم الأخ فاروق العياري قراءة دقيقة للوضع الوطني، معتبرًا أنّ ما تشهده البلاد من تعطيل للحوار الاجتماعي وغلق لقنوات التفاوض هو مسار خطير يستهدف مباشرة الدور التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل.
وبيّن أن الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة بل نتاج تراكمات، وأن الاتحاد بقي الطرف الأكثر حرصًا على التفاوض وعلى حماية السلم الاجتماعي رغم كل الصعوبات. وأكد أن جوهر المعركة اليوم هو الدفاع عن الحق النقابي وحق التفاوض باعتبارهما الأساس الحقيقي لأيّ تحسين للوضع المعيشي.
وأشار العياري إلى أنّ كل تحرك نقابي جدي يقابل بـ“حملة تشويه ودعاية مضادة” تستهدف المنظمة، معتبراً أن هذه الحملات تهدف إلى نشر ثقافة العداء للنقابيين وإلى تجريد الاتحاد من دوره الوطني. واعتبر أنّ الهجمات التي رافقت إضرابات النقل والتعليم الأساسي والقطاع البنكي كانت مثالًا واضحًا على هذا النهج.
كما انتقد العياري المقاربة الأحادية للحكومة في مشروع قانون المالية، وخاصة تعاطيها مع ملف الزيادات في الأجور، مبيّنًا أنّ المفاوضة الجماعية لا يمكن أن تُستبدل بقانون، وأن تجاوز الطرف الاجتماعي يمثل خروجًا عن الاتفاقيات الدولية والأعراف الوطنية.
وتوقف عند تدهور الوضع البيئي والصحي في مدن مثل قابس، مستنكرًا استعمال المرسوم 54 لتكميم الأفواه وترهيب النقابيين، ومؤكدًا أن الاتحاد ليس طرفًا سياسيًا يسعى للحكم، بل هو شريك اجتماعي يدافع عن حقوق العمال والمرفق العمومي.
وختم العياري كلمته بالدعوة إلى مزيد من التعبئة والالتزام بقرارات المنظمة، والاستعداد الجدي للاستحقاقات النضالية القادمة، وفي مقدمتها الإضراب العام الذي اعتبره “خطوة ضرورية لحماية الحقوق الاجتماعية ولدور الاتحاد التاريخي.

تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي : https://tinyurl.com/achaab-naqaby


