الأمم المتحدة تحذر : ملايين اللاجئين يواجهون شتاءً قاسياً وسط تراجع حاد في التمويل الإنساني

جنيف / وكالات - أطلقت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 تحذيراً شديد اللهجة بشأن أوضاع ملايين اللاجئين والنازحين الذين يواجهون شتاءً قاسياً في ظل تراجع كبير في حجم المساعدات الإنسانية المتاحة هذا العام، مع دخول نصف الكرة الشمالي أشهره الأبرد.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنها تسعى لجمع ما لا يقل عن 35 مليون دولار من التبرعات العامة لتوفير الدعم الشتوي للاجئين السوريين والأفغان والأوكرانيين.
وقالت دومينيك هايد، مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية، إن "عائلات ستضطر لتحمّل درجات حرارة تحت الصفر دون سقف مناسب أو تدفئة أو بطانيات أو ملابس دافئة أو حتى أدوية"، مشيرة إلى أن الميزانيات المخصصة للمساعدات الإنسانية "وصلت إلى شفير الانهيار".
ويأتي هذا التراجع في التمويل بعد أن خفّضت الولايات المتحدة، التي كانت تمثل تقليدياً أكبر مانح للمفوضية، مساعداتها الخارجية خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، حيث كانت مسؤولة عن أكثر من 40% من ميزانية المفوضية، في وقت بدأت فيه دول مانحة أخرى تقليص إنفاقها أيضاً.
ودعت المفوضية إلى تدخل عاجل من القطاع الخاص لإنقاذ الأرواح، مشيرة إلى أن الأموال المطلوبة ستُخصص لإصلاح منازل مدمرة، وتوفير العزل والبطانيات والتدفئة والأدوية والطعام الساخن، خصوصاً للأطفال والمسنين.
كما حذّرت الوكالة من أن اللاجئين العائدين إلى أوطانهم سيتأثرون بشدة، إذ عاد أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، ليجد كثير منهم منازلهم مدمرة بعد حرب أهلية استمرت 14 عاماً.
وأشارت المفوضية إلى أن خفض التمويل يهدد بترك 750 ألف شخص دون دعم حيوي خلال فصل الشتاء.
وفي أفغانستان، عاد أكثر من 2.2 مليون شخص هذا العام من باكستان وإيران، كثير منهم بلا مأوى أو ممتلكات، بينما زادت الأوضاع سوءاً بعد زلزالين ضربا البلاد مؤخراً.
أما في أوكرانيا، فتواجه البلاد شتاءً رابعاً في ظل الحرب الروسية، مع درجات حرارة قد تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر، وسط تصاعد الهجمات التي تدمر البنى التحتية وتقطع إمدادات الغاز والكهرباء والمياه.
واختتمت هايد بالقول إن "فرقنا موجودة على الأرض، وهي عازمة على حماية اللاجئين من البرد، لكننا نعاني نقص الوقت والموارد"، في وقت تتزايد فيه الحاجات الإنسانية بشكل غير مسبوق.


