ثقافي

مهرجان الفوارة في بلدية القصر بولاية قفصة : عودة الروح وسط التحديات الثقافية

الشعب نيوز / الهادي رداوي - تستعد بلدية القصر، من ولاية قفصة ، لاحتضان الدورة الـ41 من مهرجان الفوارة التي تبدا غدا الثلاثاء 5 أوت 2025  تحت شعار "عودة الروح"، في محاولة لإحياء الزخم الثقافي الذي عُرفت به المدينة على مدار أربعة عقود.

يأتي هذا المهرجان في ظل تحديات تنظيمية ولوجستية كبيرة، لكنه يعكس إرادة أبناء القصر في الحفاظ على تراثهم الثقافي وتعزيز مكانة المدينة كوجهة فنية وثقافية في الجنوب الغربي التونسي .

وقال شهاب صبري، رئيس جمعية مهرجان الفوارة، أن الهيئة المنظمة نجحت في تأمين السهرتين الأوليين للمهرجان، مما يُبشر بدورة ناجحة، مع انتظار الدعم المالي من الجهات المانحة لاستكمال البرنامج.

ووجّه صبري انتقادات حادة للشركة العمومية للسكك الحديدية، واصفاً إياها بـ"الشركة المحتلة للمنطقة" بسبب رفضها تحمل مسؤوليتها المجتمعية تجاه القصر.

وأوضح أن الشركة ترفض تقديم أي دعم مالي أو لوجستي للجمعيات المحلية، مما يُفاقم الصعوبات التي تواجه تنظيم الفعاليات الثقافية.

وقال صبري: "نعمل في ظل إمكانيات محدودة، لكن شغف أبناء القصر بالثقافة هو الوقود الذي يدفعنا للمضي قدماً. نحن بحاجة إلى دعم حقيقي من المؤسسات العمومية والخاصة لضمان استمرارية هذا المهرجان العريق."

تحدي الفضاءات الثقافية

أشار صبري إلى أن غياب فضاءات عامة أو خاصة قادرة على استيعاب الجماهير الكبيرة يُعدّ من أبرز التحديات التي تواجه المهرجان.

وأكد أن الخيارات المتاحة لاحتضان الفعاليات محدودة للغاية، مما يضطر المنظمين إلى الاعتماد على فضاءات غير ملائمة.

ودعا إلى إنشاء فضاء ثقافي خاص ببلدية القصر، يتضمن مسرحاً في الهواء الطلق، ليكون مركزاً للفعاليات الثقافية والفنية، قائلاً: "حان الوقت لأن يكون للقصر مسرح يليق بتاريخه وطموحات أبنائه."

* التزام بالفن الملتزم

أكد المدير الفني للمهرجان أن الدورة الـ41 تسعى إلى الحفاظ على هوية المهرجان التي تميّزت بالفن الملتزم والخيارات الفنية الراقية.

وعلى مدار 40 عاماً، شكّل مهرجان الفوارة منصة لتقديم الأعمال الفنية التي تعبر عن قضايا المجتمع وهمومه، مع الجمع بين الأصالة والحداثة.

وأوضح أن الجمعية تسعى لتطوير هذه المكتسبات من خلال برمجة متنوعة تشمل عروضاً موسيقية ومسرحية، إلى جانب أنشطة موازية تهدف إلى إشراك الجمهور المحلي وتعزيز التواصل مع محيط المدينة.

* سياق المدينة وأهمية المهرجان آمال الدورة الـ41

تسعى جمعية المهرجان إلى جعل هذه الدورة نقطة تحول، تعيد إلى القصر بريقها الثقافي رغم التحديات.

ويأمل المنظمون أن تسهم الدورة في جذب اهتمام الجهات الرسمية والخاصة لدعم البنية التحتية الثقافية، بما يضمن استدامة المهرجان وتطويره.

كما يطمحون إلى تعزيز السياحة المحلية من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية والتاريخية للمنطقة، مثل الواحات والآثار الرومانية التي تشتهر بها ولاية قفصة.

* دعوة للتضامن
مهرجان الفوارة ليس مجرد حدث سنوي، بل هو رمز لهوية بلدية القصر وإرادة أبنائها في مواجهة الصعوبات. ومع استمرار التحديات المالية واللوجستية، تبقى الدعوة مفتوحة أمام السلطات المحلية والجهات المانحة لدعم هذا المهرجان، ليواصل دوره كمنارة ثقافية في ولاية قفصة، وليظل جسراً يربط بين الماضي العريق والطموحات المستقبلية للمدينة.