بـ120 ممثل وممثلة: "التياترو" يعرض حضرة فلسطينية كان الحكي فيها لحاملي الذاكرة

الشعب نيوز/ حسني عبد الرحيم - كلهم كانوا موجودين داخل الرُكح :" توفق زياد -أميل حبيبي- سميح القاسم -فدوى طوقان- محمود درويش- غسان كنفاني- جبرا أبراهيم جبرا - معين بسيسو ا - تميم البرغوثي وآخرون": بل استمعنا الى مغنيهم و مغنياتهم . فرج سليمان كاميليا جبران، لينا مخول ، ربا شمشوم ، سناء موسى ، رشا . ناي برغوثي ، هالة زعيتر ، ريم البنا ، تيريز سليمان .
لم يتكلم العرض الكبير عن أحدهم فقط جعلهم يتكلمون ليحكوا المأساة الفلسطينية على رُكح التياترو بـ120 ممثل وممثلة مُبهرين من مختلف الأعمار شكلوا خلفيات على الرغم من ظهورهم في مقدمة الرُكح فقد كان الحكي للغائبين من شعراء وروائيين وموسيقيين ومغنيين تحولوا مع الزمن الى حاملين للذاكرة الفلسطينية " لو أُنسيتك يا فلسطين شُلت يميني".
ثرى الوطن
لم يكن هناك ما يحكى من طرف الممثلين، فالممثلون الحقيقيون هم الغائبون تحت ثرى الوطن الذي أُغتصب خلال حروب أستمرت لمائة عام على الشعب الفلسطيني الذي لا يخرج من أرضه ووضعه القدر في تقاطعات مصالح إمبريالية .
في عالم آخر بعد الموت، يتبادل الكتاب والكاتبات الفلسطينيون / ات- الغائبون الحاضرون- المحبة بملابس بيضاء كالملائكة ! مجموعات بملابس الفدائيين العسكرية تتقاطع معهم لتبدو للعيان كمقاومة لا تنتهى لحروب عدوانية مستمرة ومجازر مُستدامة، هذا الوضع لا يمكن أن يغيره سوى أُخرى (كما يقول بطل غسان كنفاني)
لكن ما جعل الجُرح الفلسطيني غير قابل للنسيان هي الكلمات التي نطقها المبدعون من خلال كارثة الإزاحة عن مكان الذكريات الوحيدة التي لا تنتهى وهو الشرط الضروري لإعادة الارتكاز بينما هناك الضحايا السابقون للهولوكوست وأبناؤهم يعملون على إختراع هوية على أشلاء الرجال والنساء وأطفالهم و بواسطة طلقات الرصاص وغارات الطائرات وحرق البيوت !
الضحايا الجلادون
هذا الفعل الإجرامي الذي مُورس عبر التاريخ ولم يتوقف أبدآ ! كان يٌظن أن البشرية قد تجاوزت مثل هذه الشناعات لكن التاريخ يُعاود ظهورها في فلسطين بأيادي من كانوا هم أنفسهم ضحايا من قبل على يد أناس آخرين متحضرين ويحملون نجمة الرايخ التى أصبحت نجمة داوود بديلا عنها ! هذا العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل بالنيابة عن الحضارة الغربية كما صرح المستشار الألماني بفخر فهو وريث علم الإبادة الجماعية.
على مساحة الرُكح وفي المخيلة كان هذا حاضرا بدون رتوش، بكلمات الضحايا أنفسهم ولم يكن دور الممثلين سوى تقديم لوحات تعبيرية عن ما يُحكى ولا يُشاهد. فالجمهور قد شاهد التفاصيل من قبل على شاشات التلفزة وفي حفلات التواصل الاجتماعي ! فقط هناك تسجيل لتلك اللحظة التراجيدية في تاريخ الإنسان وخاصة العربي الذي ما فتأ يتذكر كل مذابح التاريخ منذ دخول التتار لبغداد ودخول الفرنسيين للجزائر!
لكن الجميع رحلوا وبقى الناس الذين دافعوا عن أوطانهم في مواجهة برابرة القرن العشرين المدججين بالسلاح وبقيت لأرض وزيتونها وحكاياتها تتلى دون انقطاعات .
" أملي في ألمي"
وردت ضمن عدة عروض تحمل عنوان "نحن فلسطين" نسميها «الحضرة الذكية الفلسطينية" كانت على رُكح التياترو في عرضين متواليين في العاشر من شهر چويليه كاملي العدد ولم يتمكن الكثيرون من الحصول على تذكرة ،وستعقبهما عروض اخرى سيٌعلن عنها بعد إنتهاء موسم العودة للمسرح الذي مازالت وقائعه مستمرة خلال الشهر الذي يختتم أعمال التكوين المستمر .
قام على تأطير الممثلين والعرض المخرج الكبير "نوفل عزازة" وساعده المخرجتين" آمال العوني" و"يسرى عموري" والمشرف الفني هو بالطبع "توفيق الجبالي" والتقنية ل"وليد حصير" مع الاعتذار للممثلين الشماركين الذين لم نكتب اسماءهم لإنهم مائة وعشرين أجادوا جميعآ في عرض استثنائي وغير مسبوق وهو ثمرة مجهودات ضخمة وشجاعة اكيدة.
فتحية للجميع على تطوعهم ومشاركتهم في هذا الحدث الفني الكبير.