نقابي

العدوان على إيران شوط في مشروع الشرق الأوسط الكبير

الشعب نيوز / تونس - أصدر المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل صباح اليوم الخميس 19 جوان 2025 بيانا في ما يلي نصه :

تواصل الآلة العسكرية الصهيونية منذ أيّام العدوان المعلن على إيران وقصف المدن والمنشئات والمواقع العسكرية والعلمية وحتّى المدنية بما في ذلك المساكن والمتاجر وغيرها أدت إلى دمار كثير وسقوط ضحايا كثيرين من علماء وعسكريين ومدنيين، ويجري هذا العدوان الغاشم بتغطية سياسية ولوجستية أميركية وتحريض أوروبي وتواطؤ من أنظمة إقليمية اختارت أن تفتح أجواءها لآلة دمار الكيان المحتل وأن تكون أدوات في يد الصهيونية ّ.

   ومرّة أخرى يثبت هذا الكيان السرطاني المزروع في قلب الوطن العربي عربدته وتجاوزه للقوانين الدولية وتحدّيه لسيادة الدول ولإرادة الشعوب، ويؤكّد الطبيعة النازية والتوسّعية باعتباره قاعدة عسكرية واستخباراتية متقدّمة للدّول الإمبريالية في المنطقة.

  وقد سبق هذا العدوان الغاشم تدمير غير مسبوق للقاعدة الأساسية للمقاومة جنوب لبنان خاصّة بعد اغتيال قادة حزب الله وفي مقدّمتهم الشهيد حسن نصر الله، وفرض واقع جديد يمنع أي مقاومة للعدوّ على طول وعمق الجنوب اللبناني وفرض سيطرة الجيش عليه بدلا عن سلاح المقاومة، ثمّ إنهاء حكم الأسد في سوريا وتفكيك دولتها وتدمير طاقتها العسكرية واحتلال مناطق واسعة منها تصل أبواب دمشق والتخطيط للتسويات مع نظامها الجديد وفق أجندا صهيونية وأمريكية معدّة سلفا.   

إنّ المكتب التنفيذي الوطني الاتحاد العام التونسي للشّغل، إذ يدين بشدّة العدوان المسلّح على إيران والتدمير الممنهج لمقدراتها واستهداف وجود شعبها، فإنّه:

1- يعبّر عن تضامنه مع شعوب المنطقة بدءا بفلسطين ووصولا إلى لبنان وسوريا واليمن والسودان وإيران التي تعاني من حروب مصدّرة تستهدف الدول والشعوب والثروات والمقدرات.

2- يعتبر هذا العدوان خطوة إضافية لمحاصرة المقاومة الفلسطينية في اتجاه تصفيتها وإنهاء الوجود الفلسطيني خاصّة في غزّة وفرض تسوية بنزع السلاح وتهجير الشعب قسريا وتشريده في الشتات.

3- يشدّد على أن العدوان الصهيوني على إيران هو حلقة في سلسلة العدوان على اليمن ولبنان وسوريا والتآمر على السودان وليبيا وتخطيط من أجل الإبقاء على المنطقة بؤرة للحروب بالوكالة لم تنطفئ منذ الاستعمار التقليدي في بداية القرن الماضي والذي أخذت عنه الآلة الصهيونية الدور القذر لاستمرار إشعالها إلى ما لا نهاية.

4- يؤكّد أنّ الإمبريالية ماضية في تنفيذ مخطّطها الجهنّمي في إعادة تشكيل خارطة المنطقة العربية وتوازناتها نحو تركيز ما يسمّى بالشرق الأوسط الكبير وتمرير اتفاقيات ابراهام لتشمل كلّ الدول حتّى يتمّ التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني.

5- يدين الدول العربية المطبّعة ويندّد بتواطئها المعلن والسرّي في التمكين للآلة الصهيونية والعربدة الأمريكية في المنطقة.

6- يرى أنّ السياق التاريخي الدقيق الذي يمرّ به العالم في ظلّ تنامي المدّ الشعبوي التوسّعي الإمبريالي وفي ظلّ جشع رأس المال في إعادة تقسيم العالم بينه، يستدعي عولمة النضال ضدّ هذا المدّ الاستعماري الجديد وهو ما تبشّر به حركات الاحتجاج الشعبية والاجتماعية الضخمة التي تجري في عواصم العديد من البلدان الغربية تنديدا بالحروب ومناصرة للشّعب الفلسطيني الذي يتعرّض إلى أبشع عمليات الإبادة الجماعية.

7- يجدّد التنبيه من مخاطر التسرّب الصهيوني في تونس عبر اقنعة البحث الأكاديمي والتبادل التجاري والرحلات السياحية وغيرها ويدعو للمرّة الألف إلى وجوب سنّ قانون لتجريم التطبيع باعتباره أداة لمنع انتهاك سيادة بلادنا وتفكيك نسيجها المجتمعي وفي نفس الوقت أداة لدعم المقاومة ومحاصرة العدوّ الصهيوني النازي."

                               الإمضاء :  نور الدين الطبوبي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل