"التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء "إسرائيل

الشعب نيوز / صبري الرابحي - تتواصل العملية العسكرية التي أطلقتها إيران منذ يومين رداً على القصف الصهيوني الغادر والذي أوقع عدداً هاماً من قياداتها العسكرية واستهدف منشآتها الاستراتيجية في أكبر هجوم تتعرض له من طرف عدوّها التاريخي في المنطقة.
ولئن كان الردّ الايراني سريعاً جداً، فإنه يتضح يوماً بعد يوم أنه ردّ مدروس تم الاعداد له جيداً والتحضير له وفقاً لقاعدة ردّ الفعل.
* استهداف حيفا وتل أبيب
لم تكن الضربات الايرانية مجرد ردّ انفعالي على الهجوم الصهيوني، فاستهداف حيفا وتل ابيب بالذات يفهم منه مسألتين:
الاولى ان حيفا والتي تبعد قرابة الالفي كيلومتر عن طهران تشكل هدفاً عسكرياً متاحاً امام الصواريخ الايرانية فضلاً عن تعطيل مينائها الاستراتيجي عسكرياً واقتصادياً.
أما المسألة الثانية فتتصل باستهداف تل ابيب مركز القرار السياسي في رمزيته بعد نقل مقر رئاسة الحكومة عنوة الى القدس فضلاً عن أهمية تواجد السفارات الاجنبية فيها.
وبالتالي فإن استهداف حيفا وتل ابيب يجعلان العمق الاسرائيلي في مرمى النيران الايرانية ويسقطان حصونها الاعتبارية التي صدقت ايران في "وعدها" بأن تخترقها خلال ساعات من انطلاق العملية العسكرية.
* تخبط اسرائيل داخل دائرة العداء الاقليمي
عديدة هي الاسباب التي جعلت الكيان الصهيوني يسجل ارتياحه جزئياً جراء تحول عدة جبهات الى جبهات خامدة.
اسرائيل اطمئنت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وانشغال حزب الله باعادة هيكلة نفسه بعد اغتيال قياداته. سوريا اصبحت إلى حد ما النفق المغلق أمام الاسناد الايراني لحزب الله.وان كان هذا الإرتياح يشمل الجبهة الشمالية فأن اسرائيل تراهن على تحديد اعدائها وفقاً لخصوصيات المرحلة التي أخذت في اعادة تشكيل الخارطة بعد طوفان الأقصى.
وبالتالي حركت اسرائيل من حيث لا تعلم موجة العداء الخامد عبر بوابة اشد اعدئها الاقليميين الذين جروا حلفائهم في المنطقة الى التصعيد وعلى راسهم جماعة انصار الله الحوثيين فضلاً عن تحييد الدول العربية المطبعة عن اي ادوار محتملة بما لا يقبله الشارع العربي.