ثقافي

الكتاب الأبيض من أجل سياسة جديدة للشباب في تونس: ابناء الاحياء المهمشة يستنطقون الواقع ويدفعون الى التغيير

الشعب نيوز / ناجح مبارك - ماذا ستضيف مؤسسة "هاينس بول" للمقاربات الشبابية في علاقتها بالشأن العام ؟ من هو الشباب المشارك في صياغة "الكتاب الابيض" حول تعزيز ثقة اليافعين في البنى الاجتماعية المحلية ؟ هل ان التواصل بين السلطة والشباب يمثل العائق امام الانجاز وتنمية القدرات ؟ هل ان الحاجز بين الشباب والادارة قائم وإلى اي حد يمكن رفعه؟ هل تغيرت نظرة الشباب للمؤسسات السياسية والثقافية ؟ .

هذه اسئلة طرحها عدد من النشطاء الاجتماعيين ضمن مشروع شارك بدعم وتمويل من مؤسسة هانريش بول الالمانية المنتصبة في تونس منذ سنوات كما شهد هذا  اللقاء مشاركة عدد من اطارات المرصد الوطني للشباب وهو الذي أمّن عدة دراسات هامة في الغرض لدراسة الواقع من خلال حوار الشباب  فقد اطلق مشروع " شارك" لدعم مشاركة الشباب في الشأن العام والمحلي والذي استهدف بالخصوص شباب احياء الزهور بالقصرين ودوار هيشر بمنوبة والحبيب بصفاقس والاندلس ببنزرت اليوم  الثلاثاء 6 جوان 2023 كتابا ابيض من اجل سياسة جديدة للشباب في تونس.

واشار منسق برنامج الشباب بمؤسسة " هاينش بول " الالمانية التي نفذت مشروع " شارك" الذي انطلق منذ سبتمبر 2022 ويتواصل الى ديسمبر 2025 ، وجدي الفيلالي الى ان الكتاب الابيض للسياسات الشبابية الجديدة في تونس يأتي تتويجا لسنتين من العمل في اطار عديد الورشات التي حرصت على الاستماع لمشاغل الشباب ومرافقتهم لصياغة مشروع لسياسة جديدة للشباب في تونس.

وأبرز ان الكتاب الابيض يقدم للعموم ولاصحاب القرار مقترحات الشباب وتوصياتهم لوضع السياسة الشبابية الجديدة التي تستجيب لتطلعاتهم وانتظاراتهم والتي بوبت في 6 محاور رئيسية هي " الحق في المشاركة" و" الحق في التعلم" و" الحق في العمل والتنمية الجهوية" بالاضافة الى "حقوق الاجيال القادمة في البيئة" و"الحق في الكرامة والسلامة الجسدية اثناء تتبعات الشرطة" و " الحق في مواجهة العنف الاجتماعي".

واوضح ان الشباب المشارك في مشروع " شارك" هو من حدد اولويات ومحاور مضمون الكتاب الابيض الذي جمع مقترحات الشباب وتوصياتهم بعد ان انطلق من دراسة شخصت واقع الشباب خاصة من الفئة العمرية 35/18 سنة.

ولاحظ ان منطلق فكرة صياغة كتاب ابيض للسياسات الشبابية برز خلال تنفيذ مشروع " اربح حياتك في بلادك" (بين 2019 و 2022) الذي سبق مشروع "شارك" والذي "توج بهذه الوثيقة المرجعية التي يمكن الاستئناس بها لبناء سياسات شبابية جديدة ناجعة وناجحة عندما يكون منطلقها تطلعات الشباب وانتظاراتهم لا سياسات مسقطة ينجزها الكهول ولا علاقة لها بالانتظارات الحقيقية للشباب" وفق تقديره.

* مقاربات ادماجية جديدة 

 واشار المنسق الوطني لمشروع " شارك" لطفي عزوز من جهته الى ان التوصيات المدرجة بختلف ابواب الكتاب الابيض تلتقي حول جملة من النقاط الرئيسية التي تؤكد على الحاجة الى وضع سياسات ومقاربات ادماجية للشباب تقوم على مقاربة حقوق الانسان وعلى الحاجة الى ارساء حوار دائم مع الشباب حول السياسات العامة والسياسات الشبابية بالخصوص.

ولاحظ من جهة اخرى ان تعدد السياسات الشبابية لعديد الوزارات والهياكل في تونس يؤكد الحاجة الى ضرورة صياغة سياسة شبابية وطنية جامعة ناجعة ودامجة تلتقي فيها كل الوزارات والهياكل وتقوم على الحوار المتواصل مع الشباب وتعمل على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم.

يذكر ان عدد من الشباب المشارك قد ساهم في التواصل مع الحضور وقدم آليات العمل والمشاركة في المشروع وتحدثوا عن العوائق وآليات التجاوز وأكدوا انهم لم ولن يكونوا في قطيعة مع السلطة والاحزاب والمجتمع المدني ويؤمنون بالتشبيك مع كافة الهياكل وان القادم افضل بوعي الشباب .

* نحو إرادة سياسية للانجاز

وبين في هذا الصدد ان الكتاب الابيض حرص على أن  يقدم مقترحات لسياسة شبابية متعددة المجالات وتضع الاليات الكفيلة بتحسين الواقع المعيش للشباب وتساعدهم على التأقلم مع المتغيرات في اطار مقاربة حقوق الانسان التي لا مجال فيها للاقصاء والتهميش وتناهض التمييز بمختلف اشكاله وتكرس حق الشباب في المشاركة مبرزا ان وضع هذه السياسة الشبابية يحتاج الى ارادة سياسية قوية وترجمتها الى اجراءات ملموسة من ابرزها فتح فضاءات دائمة للحوار مع الشباب وفتح الابواب امامهم للمشاركة وتعمل على دفع التعاون بين مختلف الاجيال والفاعلين فضلا عن تكريس مبادئ الشفافية والمساءلة".

لمزيد من الأخبار  حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر  AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا