العراقيون يصوّتون لاختيار برلمان جديد وسط مراقبة دولية وتوازنات إقليمية دقيقة

بغداد / وكالات - يتوجه العراقيون اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 إلى صناديق الاقتراع لإختيار برلمان جديد في انتخابات تشريعية تُعد مفصلية لمستقبل البلاد، وتحظى بمتابعة دقيقة من كل من إيران والولايات المتحدة، في ظل مرحلة إقليمية متقلبة منذ اندلاع حرب غزة عام 2023.
ويشارك في هذا الاستحقاق أكثر من 21.4 مليون ناخب مسجل، لاختيار 329 نائباً من بين أكثر من 7740 مرشحاً، ثلثهم من النساء، في سادس انتخابات منذ الغزو الأميركي عام 2003.
وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، على أن تُغلق عند السادسة مساء، فيما يُنتظر إعلان النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق الصناديق.
ويأتي هذا الاقتراع في وقت يشهد فيه العراق استقراراً نسبياً بعد عقود من الحروب والانقسامات، وسط تشكيك شعبي واسع بقدرة العملية الانتخابية على إحداث تغيير فعلي في الحياة اليومية للمواطنين.
وفي بغداد، أدلى عدد من الشخصيات السياسية البارزة بأصواتهم، من بينهم رئيسا الوزراء السابقان عادل عبد المهدي ونوري المالكي، وزعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، بينما شارك بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، في التصويت من مدينة السليمانية.
وتُعد هذه الانتخابات محطة أساسية لتشكيل الرئاسات الثلاث، إذ يُنتظر اختيار رئيس جديد للجمهورية، وهو منصب تقليدياً من نصيب الأكراد، إلى جانب تسمية رئيس للوزراء في عملية توافقية قد تمتد لأشهر.
ويرجح مراقبون أن يحقق ائتلاف الإعمار والتنمية بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نتائج جيدة، رغم عدم ضمان عودته إلى رئاسة الحكومة، فيما يُتوقع أن تعيد الأحزاب الشيعية المنضوية في "الإطار التنسيقي" توحيد صفوفها لتشكيل الكتلة الأكبر.
ويغيب عن هذا المشهد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعد دعوته إلى مقاطعة شاملة، احتجاجاً على ما وصفه بفساد العملية السياسية، بينما تخوض القوى السنية الانتخابات بشكل منفصل، مع توقعات بتعزيز موقع رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.
أما في إقليم كردستان، فيستمر التنافس التقليدي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية إضافية في ظل التوازن الحرج الذي يسعى العراق للحفاظ عليه بين طهران الحليفة وواشنطن الخصم، خاصة بعد تصاعد التوترات الإقليمية.
فقد أوقفت فصائل عراقية موالية لإيران هجماتها على مواقع أميركية مطلع العام الماضي، بينما واصلت واشنطن ضغوطها على بغداد لنزع سلاح تلك الفصائل.
وتأتي هذه التطورات في وقت فقدت فيه إيران حليفها الأبرز بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعرض حلفاؤها في المنطقة لضربات متتالية، ما يجعل من العراق ساحة مركزية في معركة النفوذ الإقليمي.