دخلة سيدي سالم و سيدي الطاهرفي روحانيات نفطة ..دفقة حياة جديدة في عوالم منقبضة.

الشعب نيوز/ بأقلام النقابيين - تعيش نفطة منذ أيام على وقع فعاليات ثقافية متميزة ذات طبيعة صوفية طرقية روحانية تستثمر فيما رسخ من تقاليد عريقة من فن الانشاد و المديح الديني الذي تراكم على مدى قرون مع تشكل الظاهرة الولائية التي جعلت من العبّاد و الزهاد و المرابطين و الذاكرين اقطابا للتوقير المجتمعي الذي ينسج حولهم سرديات مناقبية مغرقة في التبجيل و التكريم حد التبرك و الاعتقاد في القرب من الذات الالهية.

انعقدت الزيارة القادرية ايام 23 و 24 و 25 أكتوبر لتعج الزاوية القادرية بضيوفها القادمين أساسا من القطر الجزائري الشقيق و كانت سهرات مليئة بالانشاد و المديح القادري و الصوفي الجميل و المؤثر.
ثم فتحت زاوية سيدي لحمادي بن سيدي عبيد ذراعيها لزوارها من تونس و الجزائر لتتردد اغاني تراث اولاد سيدي عبيد في إحياء مهيب لاجيال من المريدين لهذه الزاوية ثم يقع في الأثناء إحياء تقاليد دخلة سيدي سالم و سيدي الطاهر ذهب و هما من اقطاب التصوف في نفطة ..

و تتوجت هذه المسيرة الحافلة بانطلاق الدورة الثامنة لمهرجان روحانيات دورة شوق في مشهد بديع لكرنفال الفرق الطرقية بنفطة و هي تهز الفضاء بدفوفها و أناشيدها الضاربة في القدم باعثة الروح في تقاليد شعبية امتزجت فيها قديما أصوات الفلاحين بأصوات الحرفيين باصوات القوافل العابرة و تلاوات الطلبة الجوالية في حلقات الدرس هنا و هناك ...

نفطة تستعيد وهج الذكر و الخلوة و تعطي لهذا التراث اللامادي معنى متجددا على الدوام في حضور نوعي كثيف للجمهور من داخل نفطة و من خارجها لا يغفل التأمل المعرفي من خلال سلسلة محاضرات يؤمنها جامعيون اكفاء من الجهة يسلطون الضوء على ما تثيره الظاهرة الصوفية من أسئلة و قضايا.
خالد العقبي
