مجرد حبر فاقع على جدار باهت: الديمقراطية في واقع يصرخ بالعكس

الشعب نيوز/ تصوير منتصر العكرمي - في احدى محطات قطارات الضاحية الجنوبية، كُتبت كلمة “الديمقراطية” بخط عريض على جدار قديم، وكأنها وعد بالحرية والعدالة والمساواة ومطمح الاجيال المتعاقبة من المواطنين.
أسفل هذا الجدار، يجلس رجل منهك تحت المطر، يرتجف من البرد، انغمس في مشهد أخذ يتناقص يوما بعد يوم في مطالعة بقايا جريدة، منعشا امل الكثيرين في ان يعود للصحافة الورقية سلطانها وبريقها وما يكفي من الحجة والقوة لتصمد أمام سطوة الاعلام الالكتروني.
بجانب الرجل كيس بلاستيكي كبير، من المؤكد انه مملوء بقوارير وأواني البلاستيك جمعها من أكداس القمامة بعد ان تخلص منها مستهلكوها، وذلك قصد بيعها في سوق يغلب عليها الجشع والنهم حتى لا نقول النهب.
هذا المشهد يلخّص مفارقة مؤلمة: شعارات تُرفع في كل مكان، وواقع قاسٍ يعيشه المواطنون البسطاء. فبينما تعني الديمقراطية في معناها الحقيقي الكرامة والعدالة الاجتماعية، يعيش عدد كبير من الناس في فقر وتهميش، بعيدين عن أبسط حقوقهم.
لقد أصبحت الكلمة مجرّد حبر على جدار، بينما الواقع يصرخ بالعكس. فالديمقراطية لا تكون حقيقية إلا حين يشعر بها الجميع، لا أن تظلّ شعارًا يلمّع الواجهة ويخفي الألم.
* بالاستعانة بالذكاء الصطناعي