آخر ساعة

قصص من رحلة اسطول الصمود: فك الارتباط بمن يهاب السقوط وجورج عبدالله على الخط

الشعب نيوز/ متابعات - [ في اطار متابعتنا لرحلة اسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة، اخترنا ان ننتقي ما نصادفه من قصص يكتبها او يرويها المشاركون والمشاركات في الاسطول من حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

كل اختيار فيه من العشوائية الشيء الكثير، لذلك نأمل ان تساعدونا في المهمة بان تقترحوا علينا ما أعجبكم من قصص، وكم نتمنى ان المشاركات والمشاركين أنفسه/ن/م في الاسطول يبادرون بعرض القصص التي يريدون.]

 وائل نوار: تقودنا بوصلتنا اليوم لفلسطين

أرفق وائل نوار النص التالي بصورة جمعته مع مازن عبد اللاوي وغسان الهنشيري وكتب:

لسنا مجرد أعضاء تنسيقية العمل من اجل فلسطين، بل نحن رفاق بكل ما تحمله كلمة الرفاقية من معنى، نحن الان على متن نفس السفينة ولكن لنا في بقية السفن وعلى أرض تونس الحبيبة رفيقات ورفاق آخرون داخل وخارج التنسيقية، آمننا بدورنا كجيل يجب أن يفك الارتباط بالفشل وبالتفكير الضيق وأن ينظر للأعلى ويفرد جناحيه ويكتسب قوته فقط من وضوح مواقفه ومن ارتباطه بشعبه، لا تربطنا علاقات تنظيمية صارمة وانما رابط نضالي معنوي لا يمكن لأكبر فيلسوف أو منظر ان يترجمه الى سطور في وثيقة، كنا ومازلنا حاضرين في كل معارك الحرية والعدالة والكرامة والتحرر، وأم المعارك اليوم تدور في غزة لذلك تقودنا بوصلتنا اليوم لفلسطين، ليست عبارة مجازية وانما فعلا بوصلة سفينتنا حاليا متجهة الى غزة، ولن تحيد. ان القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية انسانية او اغاثية انما هي قضية تحرر شعب من الاحتلال الصهيوني المسنود من الامبريالية الامريكي، ان مكاننا الطبيعي هو حيث نحن بالضبط، ولن نتراجع

سيرين غرايري: لأن هناك موتاً أسمى من موت الفراش

من على متن سفينة دير ياسين، أكتب وكأنني أكتب وصيتي للعالم، أو اعترافي الأخير لضميري. لم أتخيّل يوماً أن أكون شاهدةً على لحظة تُشبه مفترق الطرق بين الحياة والموت، بين الفردي والكوني، بين أن أبقى ابنةً تبحث عن حضن أمها، أو أن أتحوّل إلى شاهدٍ على عصرٍ تُقاس فيه إنسانيتنا بقدرتنا على الصمود

- ثلاثة وداعات أو أكثر في الميناء، كانت أمي تقف فيها كجدارٍ من قلق ودموع، تحاول أن تبدو ثابتة أمامي، بينما عيناها كانتا تفضحان خوفاً بحجم البحر. كنتُ أرى دموعها تسقط ثم تُمحى سريعاً كي لا أضعف، وكنتُ أعاندها بالرحيل وكأنني أعاند قدري، بينما الحقيقة أنني أستمدّ من تلك الدمعة كل ما تبقّى من شجاعة داخلي. أمي كانت تعرف أن الرحيل يعني احتمال ألا نلتقي ثانية، وأنا كنتُ أعرف أن غياب حضنها هو أول شكلٍ من أشكال الموت. ومع ذلك، اخترت المضي، لأن هناك موتاً أسمى من موت الفراش، موتاً يُعطي للوجود معنى.

- أشتاق لعائلتي حتى النخاع. لم أُعطِهم من الحب ما يكفي ليكفي غياباً كهذا. لم أُقبّل جبين أمي مراتٍ كافية، ولم أُخبر أبي أنني أراه مرسى أملي وملاذ أيامي، ولم أقل لإخوتي إنني أعشقهم بما يكفي لأن أُضحّي بكل ما أملك. ومع ذلك، أجد في هذا النقص قَدَراً عادلاً: كأن الله أبقى شيئاً ناقصاً كي أستمرّ بالحنين، فالحنين هو الوقود الذي يجعلنا نواصل السير في دروبٍ لا يُستعاد فيها المسار.

- قد أموت في هذه الرحلة، والفكرة لا ترعبني بقدر ما تُربكني. أن أموت هنا يعني أنني لم أكن رقماً زائداً في حياةٍ خاوية، بل كنتُ محاولةً صغيرة لإنقاذ ما تبقى من الضمير الإنساني. أن أُدفن في عرض البحر أو في سجون الاحتلال أهون من أن أُدفن حيّةً في روتين العالم البارد. إن الموت هنا ليس فناءً، بل اكتمال. لأن الطريق إلى غزة يشبه الطريق إلى الجنة: مسرحٌ للمعنى، حيث تتلاقى الوحدة مع الخلود، وتتقاطع الإرادة مع القدر، ويُصقل الإنسان في صقل الألم والحلم معاً.

من يهاب السقوط لن يعرف طعم الطيران، ومن يخاف الموت لن يعرف معنى الحياةفلسطين هي البوصلة، وغزة درب العزة.

غسان الهنشيري: جورج إبراهيم عبدالله يهاتفني !

في لقطة مصورة تحدث غسان الهنشيري احد التونسيين المشاركين النشطين في أسطول الصمود المغاربي والعالمي تنظيما ورحلة، عن مفاجأة حصلت معه اليوم. قال ما معناه انه كان منشغلا ببعض الأمور في السفينة التي يمتطيها من ترتيب للمبيت وغسل للأواني وتنظيف وما الى ذلك حتى رنّ جرس هاتفه الشخصي.

أسرع اليه رغبة منه في الإفادة بما عنده من أخبار وتأكيد للمعنويات المرتفعة والاستفادة بما يثلج الصدر من آيات المساندة والتضامن وتقدير العمل النضالي الذي هو بصدده. وكم كانت سعادته كبيرة لما وجد على الخط المناضل الكبير جورج إبراهيم عبدالله (7) Facebook ) يحييه ويشد على يديه ويعلن له تضامنه معه ومع كل المشاركين والمشاركات ويشجعه ايما تشجيع ويكبر فيه ورفاقه هذا العمل البطولي الذي يقومون به من اجل كسر الحصار على غزة ومن اجل تحرير فلسطين.

محمد علي محي الدين

هو ربان سفينة امستردام الجزائرية المشاركة في اسطول الصمود المغاربي، ابن بنزرت، بلغه خبر وفاة والده صباح الاحد وهو في عرض البحرقريبا من السواحل اليونانية. صبر وصابر وتجلد بصبر لا حدود له وأكمل المهمة رغم عرض بالعودة من حيث هو.بل قال "إنا لله وإنا إليه راجعون، وأنا أرى آلاف الشهداء في قطاع غزة، تهون كل مصيبة أمامنا، بل نخجل أن نحزن لغيرهم، والأكيد أنّ والدي الذي كان أكثر من شجعني على المشاركة هو الآن راض عني. كل ما أريده هو أن أبلغ سواحل غزة ضمن هذا الأسطول
رحم الله الفقيد، وألهم القبطان الصبر والسلوان، وكتب له التوفيق والنجاح في مهمته النبيلة لكسر الحصار عن غزة.

وغدا قصص اخرى.