آخر ساعة

مجددا التزاما نشأ في 1948: حاتم العيوني يخط صفحة جديدة في سجل الوفاء التونسي لفلسطين المقاومة

الشعب نيوز/ تقرير خاص - صحفة جديدة من نضال الشعب التونسي من اجل فلسطين خطّها في سنة 2025 المناضل النقابي حاتم العويني وصلا لحاضر مجيد بماض بناه حجرا بحجر مواطنون تونسيون هبوا لنصرة فلسطين سنة 1948 بدفع من الزعيم الشهيد فرحات حشاد وتأطير من الاتحاد العام التونسي للشغل.

انها صفحة المشاركة في مغامرة اسطول الحرية من اجل كسر الحصار على غزة، تحديدا عبر سفينة "حنظلة" التي ابحرت  من إيطاليا وشقت الجزء الأكبر من البحر المتوسط باتجاه غزة الصامدة لمدة 7 أيام في رحلة لم يطق عليها جيش الاحتلال صبرا فهجم على السفينة واختطف راكبيها الـ21 واحتجز بعضهم في زنازين سجونه العفنة.

حققت رحلة "حنظلة" أهدافها بالكامل ووجهت صفعة مدوية لكيان الاحتلال ولكل من يقف وراءه ويغطي جرائمه ويمول حروبه من عجم وعرب وما هي الا أيام حتى اضطر الاحتلال البغيض الى الافراج تباعا عن راكبي السفينة. ولعله من الصدف أن كان المناضل النقابي، الطلابي والعمالي، والناشط السياسي العربي الاممي حاتم العويني آخر المفرج عنهم مع رفيق له، نقابي هو الاخر، أسود البشرة، امريكي الجنسية، كريس سمولز مؤسس نقابة في مؤسسة أمازون الشهيرة.

صمود بلا حدود

طوال مدة اختطافه واحتجازه، اضرب حاتم العويني عن الطعام ورفض الامضاء على وثائق عرضها عليه العدو كما رفض تذكرة سفر عليه وقضى الوقت كله يرفع المعنويات ويشد الهمة بترديد الأغاني الحماسية والشعارات الهادفة عن فلسطين وحريتها وعن غزة واطفالها وعن كل ما تتعرض له فلسطين عامة من مظالم.

حتى الفحص الطبي لم يخضع الا لذلك الذي وفرته له سفارة تونس في الأردن والتي تولى طاقمها استقباله وتوفير ظروف الراحة اللازمة له قبل ان يودعه باتجاه تونس.

بالزغاريد الهازجة، بالاحضان الدافئة وبالقبلات الحارة، استقبل حاتم العيوني في مطار تونس قرطاج وفي طبربة وفي شارع الحبيب بورقيبة واخيرا وليس آخرا في قلعة النضال، في بطحاء المقاومين، في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان منه الانطلاق واليه كانت العودة.

وفي كل هذه المحطات، بدا حاتم متحفزا، مرتفعا فوق السحاب، مجددا الالتزام بالقضية ومؤكدا ان مشاركته في "حنظلة" انما هي امتداد لتاريخ طويل للتونسيين والتونسيات في إسنادهم للقضية الفلسطينية حيث ان من بين شباب تونس من التحق بالمقاومة الفلسطينية في السبعينات والثمانينات وضحى نفسه من أجل القضية مشددا على ضرورة أن تكون ثقافة المقاومة والمواجهة هي الأساس ، معتبرا أن الأبطال الحقيقيين هم المقاومون الفلسطينيون وفي مقدمتهم أبناء غزّة المجوّعين.

3 رسائل رئيسية

وكرر حاتم العويني في تونس كما في عمان ، أن "حنظلة "وجه ثلاث رسائل رئيسية : أولاها إلى الشعب العربي وقوامها أن فعل المقاومة ممكن فلنتحرّك بكل ما أوتينا من قوة كلّ حسب طاقاتهّ ، والثانية إلى الحكام العرب كلهم دون إستثناء باعتبارهم شركاء في الجريمة بالتمويل وبالغطاء السياسي  والصمت وعليهم قطع علاقات التطبيع مع الكيان ، أما الثالثة فهي أن أمريكا هي رأس الحيّة وراعية الإرهاب والممول الرئيسي للكيان.  

 مسار النضال والاسناد في تونس تواصل بوتيرة قوية بعد طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 عبر المسيرات والتحركات المختلفة وخاصة من خلال قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة و التي توقف مسارها على مشارف مدينة سرت الليبية إلى أن جاءت سفينة ''حنظلة'' – كما قال حاتم العويني - في سياق مبادرات اسطول الحرية لكسر الحصار على غزة  للفت انظار العالم إلى ما يحصل من قتل وإبادة وتجويع وحصار في قطاع غزة.