رونالدو، الذي هزّ الشباك، هزّ أيضًا قلوبنا، وأثبت أن البطولة ليست في الأهداف، بل كذلك في المواقف

الشعب نيوز/ كتب الصديق أشرف المذيوب * نصا جميلا عن اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، اخترنا ان نعيد نشره لطرافة ما فيه من افكارولفت انتباه الى عناصر خصوصية في شخصية اللاعب المذكور
رونالدو.. حين تتّحد الكرة والكرامة
في عالمٍ مليء بالنجوم، يولد بعضهم ليُضيئوا لحظة، ويخفتوا بعدها،
لكنّ كريستيانو رونالدو ليس نجمًا… بل كوكبٌ يدور حوله الزمن،
ويعيد تعريف المجد في كل مرة يلمس فيها العشب الأخضر.
ها هو اليوم، في سن الأربعين،
يقف على منصّة التتويج قائدًا، رافعًا الكأس للمرة الثانية في تاريخه،
ليسجّل اسمه كأول من يفعلها...
ليس بالأرقام وحدها، بل بالعزيمة، بالتضحية، بالدموع التي عرفناها لا ضعفًا بل شرفًا.
لكن رونالدو لم يُلهمنا فقط في الملعب،
بل ألهمنا كإنسان.
في عالمٍ بات الصمت فيه أرخص من الكلام،
اختار أن يتكلم... أن يتضامن... أن يُشير، حتى دون كلمات، إلى المظلومين.
فلسطين...
لم تكن مجرد قضية سياسية في عينه، بل جرحا مفتوحا في قلبه.
تبرع، تضامن، دعم، ورفض أن يُشارك في مسرح النفاق العالمي.
هو الذي قدّم حذاءه ليُباع لأطفال غزة،
وهو الذي رفض يومًا مصافحة لاعب يمثل الاحتلال، لأنه يرى أن الإنسانية لا تُساوم.
إنها تلك اللحظات الصامتة، التي تكشف معدن الإنسان،
حيث لا يوجد جمهور يهتف، ولا عدسات تُصفّق...
بل قرار داخلي، أن تكون مع الحق، مهما كانت العواقب.
وها هي الكرة تعطيه ما يستحق.
لأنها كرة تعرف من يخدمها بصدق،
وتعلم أن الكأس لا يُرفع فقط بالقدم، بل بالقيم.
يا عشّاق المستديرة...
هذه ليست فقط قصة تتويج، بل درس في الكبرياء والكرامة.
رونالدو، الذي هزّ الشباك، هزّ أيضًا قلوبنا،
لأنه أثبت أن البطولة الحقيقية ليست فقط في عدد الأهداف،
بل في عدد المواقف التي لا تُنسى.
فلنفرح له،
لأنه واحدٌ من القلائل الذين جمعوا بين العبقرية والإنسانية،
وبين المجد الكروي والموقف الأخلاقي.
كريستيانو رونالدو…
ليس مجرد اسم في كتاب الرياضة،
بل سطرٌ خالد في تاريخ الضمير الإنساني.
* من صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك