ثقافي

الفن والتراث : تلاقي الإبداع والذاكرة " : تجارب ميدانية جماعية وجامعية لحفظ التراث وصيانته "

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  في سياق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لشهر التراث، وتحت شعار "الفن في خدمة الذاكرة"، احتضن المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة يوم السبت 10 ماي 2025 يوماً دراسياً علمياً وثقافياً بعنوان "الفن والتراث"نظمته وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية و المعهد الوطني للتراث، بالشراكة بين المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة، والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة.

* تلاقح الفن بالتراث

تميّز هذا اليوم الدراسي بحضور مكثّف لنخبة من الفاعلين في الحقل الثقافي والأكاديمي، من بينهم  لطفي بالهوشات، مدير البحوث وممثل المعهد الوطني للتراث و طارق عبودة، ممثل وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بجهة الساحل، و جليلة العجبوني، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة، إلى جانب محمد الصغير القايد، مدير المعهد العالي للفنون الجميلة، وثلة من الأساتذة الجامعيين والطلبة والباحثين والمهتمين بقضايا الفن والتراث.

افتُتحت الجلسة الصباحية الاولى بكلمة تأطيرية ألقاها مدير المعهد العالي للفنون الجميلة، عبّر فيها عن اعتزازه باستضافة هذه التظاهرة التي تُجسّد تلاقح الفن بالتّراث كرافدين أساسيين في بناء الذاكرة الجماعية وتعزيز الوعي الثقافي.

وأشاد بالتعاون المؤسّساتي القائم، مبرزاً دور الأكاديميين في تأطير الأجيال الجديدة وتكريس ثقافة المحافظة على الموروث الوطني.

* حفظ وصيانة

تميّزت الجلسة العلمية الأولى بتنوع معرفي وثراء منهجي، حيث تضمّنت عرض تجارب ميدانية ودراسات تناولت التّراث المادي واللامادي، إلى جانب مقاربات فنية مبتكرة في مجالي الحفظ والصّيانة، مع التّركيز على دور الفنون البصرية والتّصميم في تثمين المعالم التراثية.

 كما عرفت مداخلات متعدّدة لأساتذة جامعيين تناولت أبعاداً نظرية وتطبيقية لعلاقة الفن بالتراث، مسلّطة الضوء على التحديات المعاصرة والرهانات المستقبلية في هذا المجال.

* مقاربة تشاركية

أما الحصّة الثانية، فقد افتُتحت بكلمة طارق عبودة ممثل وكالة احياء التراث بجهة السّاحل، الذي شدّد على التزام الوكالة بتنمية المقاربات التشاركية التي تدمج بين الفن والبحث العلمي، معتبراً أن هذه المبادرات تمثل دعامة أساسية لنشر ثقافة التراث لدى الناشئة وتعزيز الحس الجمالي لديهم.

وقد أثرت هذه الجلسة مجموعة من المداخلات الجامعية التي طرحت إشكاليات راهنة تتصل بعلاقة الفن بالتراث، منها ما ركز على تجديد الخطاب البيداغوجي في تدريس التراث، ومنها ما تناول إدماج التراث في المشاريع الفنية المعاصرة، في ظل التّحوّلات المجتمعيّة والتكنولوجيّة.

* سبل تحفيز الشباب 

امتازت النقاشات بثراء فكري وتفاعل حيوي بين المشاركين، مما أسهم في تعميق الفهم المشترك وتوسيع آفاق التفكير في سبل صون التراث الوطني كمكوّن للهوية ومصدر من مصادر الإبداع والتنمية.

وقد اختُتمت فعاليات اليوم الدراسي بتوزيع شهادات مشاركة، وسط أجواء سادها التقدير المتبادل وروح الحوار البنّاء، ما جعل من هذا اللقاء محطة متميزة ضمن برنامج شهر التراث الوطني.

ويُشار إلى أن هذا النشاط يندرج ضمن سلسلة مبادرات تُنظمها وكالة احياء التراث ، بهدف تحفيز الشباب على الانخراط في حماية التراث وتثمينه، وتكريس دوره كمحرّك للتنمية المستدامة ورافد من روافد الابتكار الفني والثقافي.