آخر ساعة

أزمة تعليم تتهدّد مستقبل الأطفال في السودان

الشعب نيوز / وكالات . مع بدء العام الدراسي في السودان أُجبرت زهرة حسين البالغة تسع سنوات على البقاء في البيت للمساعدة في الأعمال المنزلية، فهي اضطرت للتوقف عن التعلّم بسبب الشح المتزايد للموارد المالية الضئيلة لعائلتها.

وتوقفت زهرة عن ارتياد المدرسة قبل عام وكانت قد بدأت للتو حضور حصص الصف الثالث، في مدرسة ذات مبنى متداع وصفوف قديمة، جدرانها متشققة ومقاعدها مكسّرة ومراحيضها تفتقر للمياه.

قبل ذلك كانت زهرة ترتاد المدرسة بانتظام وتتفوق في امتحاناتها ومؤخرا كانت طليعة صفها.

وزهرة هي واحدة من سبعة ملايين طفل في السودان توقفوا عن ارتياد المدرسة، وهي ضحية واقع تصفه وكالات إغاثة بأنه "كارثة جيلية".

والسودان واحد من أفقر بلدان العالم ويعاني من انعدام للاستقرار السياسي وموجات جفاف وتتهدّده المجاعة ويشهد نزاعا، وبحسب البنك الدولي يقتصر معدّل الإلمام بالقراة والكتابة في صفوف البالغين فيه على نحو 60 بالمئة.

ومنذ سنوات يعاني أطفال السودان من صعوبات في تلقي التعليم المناسب، خصوصا في المناطق الريفية.

وأخرجت الأسر التي تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة أطفالها من المدارس في عهد الرئيس السابق عمر البشير الذي حكم البلاد ثلاثة عقود وأطيح في  أفريل 2019 .

وتشهد البلاد اضطرابات منذ الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي وأخرج العملية الانتقالية عن مسارها.

وفاقمت الأزمات السياسية والاقتصادية المتزايدة والنزاعات الاتنية المتجددة والإغلاق المطوّل للمدارس إبان جائحة كوفيد-19، الأزمة التعليمية.

وينظّم مئات المدرّسين إضرابات متكررة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.

كما أن الفيضانات التي ضربت مناطق مختلفة هذا العام ألحقت أضرارا بأكثر من 600 مدرسة، ما تسبب في إرجاء موعد انطلاق العام الدراسي الذي يبدأ عادة في جويلية ويمتد حتى أكتوبر.

في هذا العام صُنّف السودان في المرتبة الثانية، بعد أفغانستان، من ضمن أكثر مئة دولة نظامها التعليمي عرضة للمخاطر وفق "مؤشر مخاطر التعليم 2022".

وعلى الرغم من ان النظام التعليمي متهالك إلا أنه لا يزال يمنح أطفالا على غرار زهرة سبيلا للمضي قدما في الحياة.

وكانت المدارس في بعض المناطق الريفية تقدّم وجبات طعام مجانية للتلاميذ، لتشجيع العائلات التي تعاني من ضائقة مالية على إرسال أولادهم إلى المدرسة.

ولكثير من هؤلاء الأولاد، هذه الوجبات المدرسية التي تتألف من العدس والخضار والبسكويت هي كل ما يتناولونه من طعام طوال اليوم.

ويعاني السودان من نقص في المواد الغذائية، ما يعرّض 15 مليون شخص، أي نحو ثلث السكان، لخطر "الانعدام الحاد للأمن الغذائي".

وحذّر تقرير أصدرته منظمتا الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) و"سيف ذا تشيلدرن" الشهر الماضي من أن الفتيات هن الأكثر ضعفا.

والعائلات التي أخرجت أولادها من المدرسة يساورها القلق بسبب الضبابية التي تخيّم على مستقبلهم.