وثائقي

قصة نجاح مؤسس باناسونيك.. كيف تحول ماسح الأحذية إلى ملياردير؟

رغم كثرة انتشار قصص تحول البعض من الفقر للغنى وما تحمله من إثارة، إلا أن قصة مؤسس شركة باناسونيك اليابانية تعتبر مختلفة نوعا.

فالطفل "كونوسوكي ماتسو شيتا" مر بالعديد من المراحل حتى أصبح من مالكي أكبر شركات الأجهزة المنزلية في العالم.

فمن طفل مدلل تذوق طعم الثراء الفاحش في بيته الضخم إلى طفل مشرد لاي يجد قوت يومه.

سبب هذا التحول هو خسارة والده لكل ثروته وهو لم يبلغ سن الخامسة مما حول والده من شخص ثري إلى فقير عليه العديد من الديون جراء ارتكاب أخطاء عملية في تجارته كلفته كل ما يملك وصادرت الحكومة أمواله ومدخراته.

ولم يتحمل والده تلك الصدمة العنيفة ورحل مخلفا أسرة تعاني آثار تلك الصدمة.

و انتقل " ماتسوشيتا " من قصر فاخر إلى شقة ضيقة مع أشقائه الثلاثة و كانوا بالكاد يجدون الطعام.

حظ ماتسو شيتا كان أفضل قليلا حينها واضطر أن يخرج من المدرسة وهو في سن التاسعة ؛ لكي يعمل أي شيء هربا من الموت جوعا؛ فعمل بمهن مثل تنظيف الأحذية ، وغسل الملابس.

كان يركض ولا يسير عندما يعبر الشارع شعورا منه واعتقاد أن سيارة الموت تلاحقه.. دائم الخوف من الموت، كان يحمل حذاءه بيديه ليسرع أكثر وليحافظ عليه أطول وقت ممكن، كان حذاءه يبدو دائما أنظف من يديه التي تظهر كأنها يد رجل كهل نهشه الزمن.

حصل " ماتسوشيتا " على وظيفة مساعد لحام في شركة كهرباء ، كان ينجز مهامه بسرعة ليس حرصا على الوقت لكن حتى ينجز الكثير من المهام والعمل قبل أن يموت، لأنه يعتقد أن فقره سيعجل من رحيله ، وسيجد نفس مصير أشقائه.

سرعة إنجازه أعجبت رؤساءه ؛ فقرر رئيسه المباشر أن يمنحه دورة تدريبية في الكهرباء ؛ اجتازها بسرعة وبنجاح تحول بعد ذلك إلى مساعد كهربائي ومن ثم إلى كهربائي.

ثم أوكلت إلى "ماتسوشيتا " مهام أكبر وحصل على دخل أعلى و استمر في استراتيجيته "أعمل بكل طاقتك اليوم فقد تموت غدا ؛ فلا مجال للتأجيل "، ونجحت هذه الاستراتيجية على نحو مذهل فترقى كثيرا في عمله حتى أصبح كبير المفتشين.

وطور العديد من البرامج وأسهم في براءة اختراع لكن لم ينسبها زملاؤه له لأنه لم يكن يملك شهادة علمية مثلهم، قدم شكوى لكن لم يصدقه أحد.

كاد أن يموت من الغيظ من أثر الظلم الذي وقع عليه وهذه الأزمة جعلته يترك الشركة التي يعمل بها حتى هرب منها .

لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت في التفكير حيث قام ماتسوشيتا بفتح شركة جديدة بإسمه كردة فعل على اضطهاد زملائه.

وفي عام 1927، صنعت الشركة مصابيح للدراجات ولأول مرة تحت مسمي ناشونال.

وبنهاية الحرب العالمية قدمت الشركة عدة منتجات إلكترونية وأجهزة كهربائية.

وبعد الحرب العالمية الثانية زودت شركة ماتسوشيتا اليابان بأجهزة الراديو والأجهزة المنزلية، وفي هذه الأثناء أنشأ صهر ماتسوشيتا شركة جديدة وأسماها سانيو (Sanyo) وأصبحت بعد فترة ليست بكثيرة منافسة لشركة ماتسوشيتا.

وفي عام 1961 زار ماتسوشيتا الولايات المتحدة واتفق مع عملاء هناك على صناعة تليفزيونات للولايات المتحدة وفعلاً تم هذا وأنتجت التليفزيونات تحت مسمي باناسونيك.

وفي عام 1979 بدأت أجهزة باناسونيك في الوصول إلى أوروبا،واستخدمت الشركة العلامة التجارية ناشيونال.

وباعت الشركة أجهزة تلفزيون وتسجيل فيديو VHS، و راديو الموجات القصيرة، وصدرت في كثير من الأحيان إلى أمريكا الشمالية تحت أسماء تجارية مختلفة.

كما أنتجت الشركة أجهزة منزلية، خاصة للأسواق اليابانية والآسيوية.

وأدى النمو السريع لمبيعات الشركة في افتتاح العديد من المصانع حول العالم.

واشتهر ماتسوشيتا الذي توفي عام 1989بلقب "ملك الإرادة والإدارة ".