آراء حرة

الحقيقة التي لايجب أن يقولها الرئيس و التي لا يجب أن يرفضها الاتحاد

الحقيقة التي لايجب أن يقولها الرئيس و التي لا يجب أن يرفضها الاتحاد
I   ـــ  منطلق الاشكالية 
أثناء لقاء قيس سعيد برؤساء الحكومة السابقين  ــ في إطار التمهيد لحوار وطني يشرف عليه لمحاولة البحث عن حلول بديلة للواقع المتردي اجتماعيا واقتصاديا وصحيا وسياسيا بل واخلاقيا ــ قال  إن الحوار السابق << لم بكن حوارا  ولم يكن وطنيا>> دون أن يوضح ما المقصود: هل هو حوار 2013 الذي قاده الرباعي ؟ أم هو حوار قرطاج الذي قاده الرئيس الباجي لإزاحة الشاهد  الذي قلب له ظهر المجن مستندا  إلى الاسلام السياسي سنة 2018 ؟
مع اني مقتنع بان الرئيس  لايمكن ان يسم الرباعي باللاوطنية، فلنفترض أنه الحوار الأول. هذا التوصيف أثار غضب النقابيين وبقية المكونات  على  رئيس الجمهورية وكاد الاتحاد أن يخرج من دائرة الحوار .فما موضوعية قيس سعيد في التوصيف وهو المثقف  المتابع؟ هل يحق لقيس سعيد رئيس  الدولة  أن يصدر حكما معياريا سلبيا على أكبر منظمة جماهيرية  تقف إلى جانبه في مواجهة تحالف يصفه هو نفسه بالفساد وعرقلة مسيرة الثورة ؟ 
حتى نجيب عن ذلك علينا ان نعرف السياق التاريخي للحوار؟ ماهي مضامينه؟ من هي الأطراف الفاعلة  فيه ؟ ماهي مخرجاته ؟ ماهي تداعياته؟ إلى أي مدى كانت هذه المخرجات في مستوى انتظارات  الشعب  ؟
II ــ  السياق التاريخي للحوار
بعد سنتين من الثورة (2013) وُجّهت للإسلام السياسي  عدة تهم منها :
 أولا  ــ  تحويل الثورة  إلى فرصة للغنيمة والتموقع
 ثانيا ــ   التقصير او المماطلة في انهاء الدستور المحدد بسنة واحدة
 ثالثا   ــ القصور في  تحقيق انتظارات  الثورة
 رابعا ــ مسؤوليته المباشرة أو غير المباشرة عن اغتيال الشهيدين
هذا الفشل  دفع   بعض الفعاليات الوطنية  إلى التصدي للإسلام السياسي فظهر ما سمي" باعتصام الرحيل" الذي جمع أطيافا من اليمين وأخرى من اليسار 
 وتعمق الشرخ واتسعت الهوة وكادت الوضع  أن يؤول إلى الاحتراب.
III ــ مبادرة الحوار اهدافا وآليات
أولا ــ  الأهداف 
في هذا السياق المنذر بالخطر ظهرت مبادرة الاتحاد  لقطع الطريق أمام صراع قد يتعمق وتسيل فيه الدماء بغزارة فوضعت خارطة الطريق وهي خطة ديمقراطية تحترم فيها إرادة الناخبين وتضع حدا لتجاوزات الثلاثي الحاكم  الذي لم يلتزم  بالتعهدات التي أمضت عليها الاغلبية المطلقة من الاحزاب المتواجدة في البرلمان وتتضمن محورين :
1 ـــ  المحافظة على المجلس التأسيسي باعتباره إفرازا لإرادة شعبية وتمكينه  من مواصلة استكمال  الدستور وتعزيزه  ببعض الخبراء 
2 ــ انهاء مهمة حكومة علي العريض  التي فقدت مشروعيتها  وتشكيل حكومة انتقالية جديدة  لمدة سنة تشرف على الانتخابات
ثانيا ـــ الآليات
ــ الرباعي الراعي للحوار 
 شكلت المنظمة الشغيلة  ما سمي بالرباعي الراعي للحوار المتكون من الاتحاد ، الرابطة ، العمادة و منظمة الأعراف. فعمل ضمن خارطة الطريق  التي تضمنت  3 مسارات وتشكلت للغرض 3 لجان :المسار الانتخابي ،المسار الدستوري  والمسار الحكومي. وكان الأخير أعسرها فمهمته هي اختيار رئيس لحكومة كفاءات تعدّ للانتخابات في ظرف سنة ولا تترشح لها وتولى رئاسة اللجنة الأخ العباسي. 
IV    ـــ تعاطي  الفعاليات الوطنية مع المبادرة  
لما قدم الاتحاد مبادرته اختلفت المواقف منها ومن تداعياتها 
 أولاــ الإسلام السياسي: رفضها أولا لأنها ستنهي  حكومة العريض وجعلها خطا احمر ثم انحنى للعاصفة  ولعله كان  تحت ضغط دولي  مبررا ذلك لأنصاره بأنها "تخرجنا من الحكومة ولا تخرجنا من الحكم "
ثانيا ــ  الثورة المضادة  
رحبت بها ورأت فيها فرصة لإعادة التواجد  وتحقيق التوازن
ثالثا ـــ اليسار
 رفضها لأنه يعمل على ترحيل النهضة وهذه المبادرة ستضفي عليها مشروعية وموقع الاتحاد هو داخل الاعتصام وليس حكما ،لذا رأت في مبادرته عملية  انقاذ للنهضة
رابعا ــ حركة الشعب + بعض المثقفين
 رفضوا الاصطفاف مع الثورة المضادة أو الاسلام السياسي فكل منهما يشكّل خطرا على الثورة وعلى الدولة ودعوا إلى تشكيل خط ثالث يقف على نفس المسافة من الثورة المضادة والاسلام السياسي.
 خامسا ـ الجبهات المتحالفة
لمجابهة الائتلاف الحاكم تشكلت جبهتان( التحالف من أجل  تونس + جبهة الإنقاذ) وكانتا تعملان مختلفتين ومؤتلفتين على إقصاء النهضة من الساحة السياسية من خلال اعتصام الرحيل تباينتا مع المبادرة ثم رضيتا بها  
V  ــ  مآخذ على المبادرة وتخوفات المناضلين 
 لم تكن الطريق معبدة  أمام  أطراف الحوار لتحقيق هذه المهام الصعبة .فقد برزت عدة  اشكالات  أثارت  مخاوف المناضلين  والرأي العام منها: 
أولا  ــ  هل من علاقة بين المبادرة ولقاء الشيخين؟
تساءل العديد من المفكرين  هل المبادرة هي استكمال وتجسيد للمسعى الامريكي ـ وبعض حلفائه وخاصة الألمان ــ الذي بدأ بجمع  الشيخين  الغنوشي /الباجي في باريس يوم 15 أوت 2013 تمهيدا للتوافق بين النهضة والتجمع الدستوري محافظة على مصالحهما في تونس بعد الثورة؟
ثانيا  ــ إقحام  منظمة الأعراف :ماذا وراء الاكمة؟
بدأ الاتحاد بتشكيل مكونات الحوار وهي الاتحاد والرابطة وعمادة المحامين وهي المنظمات المتناغمة والتي تشترك في عدة قواسم منها :رفع المظلومية عن المواطن والديمقراطية والمواطنة،  لكن لا أحد يعرف لماذا وقع اقحام منظمة الأعراف وهي بعيدة عن الثورة بل تشكل خلفية الثورة المضادة وهي الداعمة لنظامين استبداديين بورقيبة وابن علي ،وجّها ضربات موجعة للاتحاد .ويتساءل المناضلون لماذا وقع إحضارها في هذه المحطة  ؟فمن هي  الجهة  التي  أوعزت بإحضارها  والتسويق لها  كطيف  وطني  زمن الثورة والمسار الديمقراطي .
 من الأكيد أن هذا الاقحام لم يصدر عن الرابطة وأنا واثق من ذلك ولا أعتقد أنه صادر عن العمادة .هناك احتمالان :
1ــ بعض الأطراف الخارجية التي  من مصلحتها أن تعيد  الثورة المضادة  من النافذة بعد ان اخرجتها  الثورة من الباب الواسع 
 2ـــ قناعة الاتحاد الذي أراد من ناحية   تمتين النسيج الاجتماعي ومسايرة رغبة الدول النافذة  مع هذه الشريحة من ناحية أخرى فأراد أن يقدم نفسه كمنظمة مجمّعة للراي العام الوطني والدولي ففسح فرصة للتواجد خاصة ان السيدة بوشماري لم تكن شرسة في التعامل مع الاتحاد. لكن أليس في ذلك تبييض للمنظمة ولرموز الفساد فيها؟  
 ثالثا ـــ اختيار السيد  المهدي جمعة رئيسا للوزراء : لمصلحة من؟
استُبعد من رئاسة الحكومة خيرة المناضلين ومنهم أحمد المستيري أحد أباء المدرسة الديمقراطية الذي تصدى لبورقيبة في عنفوان استبداده 1968ومحمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية الذي استقال في قمة الصدام الدموي بين النظام والمنظمة الشغيلة 1978 واعتذر عن المهمة  مصطفى الفيلالي  خوفا من تلاعب الأحزاب به .وأخيرا استقر الرأي على المهدي جمعة فعينه الرباعي يوم 13 ديسمبر2013 رئيسا للحكومة الانتقالية دون أن يكون له أي ماض نضالي أو سياسي او أن يكون معروفا على الساحة الوطنية فما الذي جعل الاتحاد يقبل به؟  من هو  السيد المهدي جمعة؟ إنه بكل بساطة رجل المؤسسات  المالية الدولية  الساعية للهيمنة على الاسواق العالمية <<.عمل لدى شركة أيروسباس (Eurospace)  كممثل لمجمع طوطال (Total) وفي سنة 2009 أصبح المديرالعام لقسم الطيران والدفاع داخل الشركة مشرفا على ستة فروع من بينها تونس والهند والولايات المتحدة وفرنسا.عيّن في 13 مارس 2013 وزيرا للصناعة في حكومة العريّض >> .هذا الاختيار جعل عدة فعاليات ترتاب في خلفية تعيينه  وتعتقد  انه سيكون بوابة في تونس  لشبكة الشركات العالمية العابرة للقارات وليس من المستبعد ان تكون وراء تعيينه  استباقا لمصالحها .
كما لا ننسى ان النهضة رحبت به عند اختياره في حين رفضته اطياف معارضة منهم نجيب الشابي وحمة الهماهي لخياراته ولموقعه السابق. ومما يؤكد هذا التخوف:
1ــ خياراته الليبيرالية ودفاعه المستميت عن مصالح الشركات الكبرى.
2ــ رغبته في التخلي عن مهمته الحيادية  والترشح للرئاسة مع انتخابات2014 لولا اعتراض الاتحاد وبالتحديد حسين العباسي وسامي الطاهري.

ثالثا   ـــ جائزة نوبل للسلام وخلفياتها : هل هي هدية؟
رأت الدول النافذة في العالم ــ صاحبة القرار الدولي  ــ أن مبادرة الراعي للحوار تتماشى معها في توجهاتها اللبيرالية فشجعتها حسا ومعنى فأسندت له الجائزة ومولت نفقاتها وسهلت الحصول على  قسط من القرض المعطل .
وبالرغم من أن الرباعي حرص أثناء نيل الجائزة ــ في كلمة واحدة مكتوبة تداولتها مكوناته ــ على التأكيد على ثوابت الثورة في العدالة الاجتماعية والديمقراطية ودعم القضية الفلسطينية ، فإن العديد من الفعاليات الوطنية لم تكن مرتاحة لهذا الدعم  وقد عللت موقفها بأن الجائزة ليست هدية مجانية بل تكمن وراءها خلفية سياسية فهي تتنزل ضمن التشجيع على اختيارات اجتماعية واقتصادية وفكرية وسياسية  ليبيرالية وهي بذلك تحجّم  التوجه الاجتماعي للثورة. 
رابعا ــ  التدخلات الخارجية: بارناردينو ليون نموذجا
مازالت العديد من الأطراف التي حاولت التدخل في الثورة التونسية أو في الحوار محل تكتم، ولكن ما هو مؤكد أن السفارات حاولت أن تكون لها كلماتها في هذه المحطة المفصلية لكن العباسي ــ حلقة التواصل  ــ كان يحاول بلطف أن يحد من تدخلاتها وأهم متطفـــــــّل خــــارجي هو بارنــــاردينو ليـون Bernardino León المبعوث الأممي إلى ليبيا والممثل الخاص للاتحاد الاوروبي لجنوب البحر الابيض المتوسط الذي كان  يسعى جاهدا لعودة  التجمع الدستوري  وتقاسم السلطة بينه وبين النهضة فعمل على نسج  علاقات مع مختلف الأطراف لإقناعها بهذا المسار. 
خامسا ــ شهادة للتاريخ
وللتاريخ ولعل الذاكرة تسعفني اني تواصلت مع الاخ حسين العباسي مرتين:
 1ــ ثمّنت  في الأولى دور الاتحاد في التركيز على هدفين مركزيين  فكان جوابه أن مبادرة الاتحاد لم ترض الطرفين المتصارعين 
2ـ سألته هل هناك توصيات أو ضغوطات مسلطة على الاتحاد داخليا وخارجيا  في اختيار الشخصية الحكومية، لم ينفها وقال انها موجودة لكن الاتحاد حر في اختياراته.
VI ـــ التداعيات : الحكم شراكة بين الاسلام السياسي والثورة المضادة
عادت الثورة المضادة للساحة نتيجة لثلاثة عوامل لا علاقة لها بالحوار الرباعي
أولاــ تقصير الاسلام  السياسي وقصوره في تحقيق استحقاقات الثورة
ثانياــ ضغوطات الدول النافذة بداية من لقاء الشيخين أوت15 في باريس2013 لإعادة التجمّع 
ثالثاـ رغبة النهضة في تأمين وجودها مع الدول النافذة فشعارها <<وُجدت لأبقى>>
فأسقطت بند تحصين الثورة من الدستور وتخلت عن العزل السياسي للتجمعيين
كانت النتيجة هي ان الثورة المضادة عادت في انتخابات2014 للسلطة مع الاسلام السياسي ليحكما مختلفين ومؤتلفين ضمن وفاق مغشوش، وهذا  يتساوق مع اهداف الدول النافذة التي شجعت مبادرة الاتحاد لا رغبة في إنجاحها بل للالتفاف عليها وإعادة توجيهها لفائدة منظومة الثورة المضادة التي تتقاطع معها مصالحها؟. وهذا ما انتبه اليه حسين العباسي وأشار إليه .ولم يكن أمام المنظمة غير السير في هذا الدرب الشائك فهل أخطأت المنظمة الشغيلة في مبادرتها التي آلت إلى حكم طرفين معاديين للثورة : الثورة المضادة والإسلام السياسي؟ هل كانت امامها خيارات أخرى لتنقذ الدولة والثورة والشعب من الاحتراب .هل كانت هذه خلفية قيس سعيد  عندما قال :" لا هو حوار ولا هو وطني"
  VII  ــ الحقيقة  التي لا يجب أن تقال : ما هكذا تورد الإبل يا سعد
أولا ــ إن التدخل الخارجي  في بلادنا  ليس بدعة قبل الاستقلال ومعه، قبل الثورة وبعدها ــ  بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في كل المحطات التاريخية.
 كانت المبادرة ومكوناتها ومخرجاتها ونتائجها محل نقد من عديد المفكرين والأطياف السياسية وأثارت مخاوفهم  ومن الأكيد أن قيس سعيد كان منهم.
ثانيا ــ إنه من حق قيس سعيد المفكر أن يبدي أراء نقدية حول المبادرة وأهداف مكوناتها وعلاقاتهم كما أبدى الكثير من المفكرين. المثقف غالبا يقول كلمته ويمرّ
ثالثا ــ إنه من واجب قيس سعيد رئيس الجمهورية أن يكون متحفظا ولا يصدر أحكاما معيارية مطلقة ضبابية ، تسيء لفاعليات وطنية اجتهدت انطلاقا من احساسها بالخطر على الوطن لإنقاذ أوطانها من الأخطار الداخلية والخارجية في ظل غياب الدولة ،حتى لا يستغلها من يصطادون في المياه الآسنة لتعكير صفو العلاقة بين الرئاسة وفعاليات المجتمع المدني والسياسي الداعمين للحوار. 
فمن منهجية الخطاب الإعلامي أن يتصور الباث صدى رسالته  على كل أصناف المتلقين  وردود افعالهم السلبية والايجابية  فهل اخذ قيس سعيد  ومستشاروه بعين الاعتبار انعكاس هذا الحكم المعياري على فصائل الحوار وهم من المؤمنين بالثورة؟ 
رابعا ــ لست مؤهلا لتقديم مواعظ أو نصائح لرئيس الجمهورية لكن أبدي ملاحظة قد تقطع الطريق أمام من يصطادون في المياه الآسنة وهو عقد لقاء توضيحي  مع  الرباعي الراعي للحوار للتجاوز اللبس الحاصل 
VIII ــ  المنظمة النقابية : اغضبْ ثم تعقّلْ
 أولا ــ الغضب حق
الغضب إحساس انساني نبيل عند الشعور باهتزاز الكينونة لكن الاستسلام للغضب انهيار لها. من حق المنظمة ان تغضب  من ان يسم الرئيس اهم مبادرة حيّنت بها رسالتها  بعد الثورة وانقذت بها تونس من الاحتراب  بانها " ليست حوارا وليست وطنية" 
ثانيا ــ التعقل واجب:
إن العقلاء ــ أفرادا وجماعات ــ يغضبون ثم يتعقلون  وهذا يفترض عملتين:
1 ــ أن يفهموا الظروف التي حفّت  بالمبادرة التاريخية حيث كانت الدولة سائبة والاوضاع منفلتة مما سمح بتدخل قوى خارجية والتي انتهت بتشكيل التحالف بين الاسلام السياسي والثورة المضادة  الذي تتجرع تونس تداعياته حاليا
2 ــ أن يتفهّموا مخاوف الرئيس من أن يؤول الحوار المقترح  إلى نفس النتائج التي افضى اليها حوار2013  وحوارقرطاج2018حيث مازالت بعض الفعاليات  تحاول ان تستظل بنفس المظلات  الدولية   التي كادت أن  تذهب بريح الثورة. 
هذا ما أدركته الهيئة الادارية التي لم تستسلم لعاصفة الغضب الهوجاء ولم تسقط في الفعل ورد الفعل ولم تنزلق في مطب تبادل التهم مع الرئيس  وامتصت الصدمة فكانت واعية ومدركة للمهام المطروحة عليها في هذه المرحلة المفصلية الصعبة ولم تتخلّ عن مشروع الحوار ولاعن  دور الرئيس فيه .
وبهذا يعطي الاتحاد درسا ليس للفاعليات الوطنية الراهنة في كيفية التعامل مع قضاياهم الحارقة  بل للأجيال اللاحقة التي لا يهمها أن تعرف الماضي كيف كان إلا بقدر ما يساعدها على أن تعرف المستقبل كيف  يجب أن يكون./.

                            سالم الحداد/زرمدين/ المنستير /21جوان 2021