آراء حرة

صحيفة ايطالية تكتب - دون رد - عن تونس الجائعة بسبب الحرب على أوكرانيا وعن نفاذ الخبز

في ظل انفصال كامل عن الإطلاع الرسمي عما يجري من حملات اعلامية مضللة ضد تونس وعدم تكليف مخاطب مسؤول أو هيكل مختص للمتابعة والتعامل والرد على "المزايدات الإعلامية" الأجنبية، تجنح احدى الصحف الايطالية الى التجني على بلادنا فلا تلقى من مدافع عنها الا صحفي محدود الامكانيات. وبهذا الصدد، كتب قيس العرقوبي*:

 قبل أسبوع تقريبا نشر زميلي وصديقي صابر اليعقوبي الصحفي بجريدة "notizie geopolitiche" الايطالية تدوينة تكشف وتدين المزايدة التي انتهجتها صحيفة "La republica" الإيطالية، واسعة الانتشار، حيث أوردت  معلومات ومعطيات مجانبة للواقع وفيها تجن كبير يمس من صورة تونس.
فقد نشرت جريدة "La republica" مقالا على صفحتها الأولى، عنونته بالبنط العريض "في تونس الجائعة بسبب الحرب على اوكرانيا..شارف الخبز على النهاية"، وهو عنوان فيه مغالاة ومبالغة وتشويه بل إن مضمونه  أسوء بكثير، حتى أن قارءه يظن أننا نتحدث عن تونس ما قبل "عليسة- جلد الثور"!!!
وهنا أثمن كثيرا، وبكل صدق، الوطنية المتأصلة  لزميلي اليعقوبي الذي، وهو أدرى بمكة وشعابها، اجتهد لطلب "حق الرد" (Il contro articolo) وإن لم يحصل على ذلك لكنه ابى إلا أن يجلي الحقيقة ويكشف الواقع ويدحض مزاعم الصحيفة الإيطالية وما أقدم عليه أحد منستبيها من تشويه لصورة بلادنا من خلال ما نشر.
ولقد تفاعلت، كما تفاعل كثيرون، مع ما كتبه الزميل وحرصنا مثل حرصه على دحض هذه الادعاءات بالباطل على وطننا وشعبها(وليس الأمر فيه منة ولا مزية)، والتوضيح أن ما دعى الزميل اليعقوبي وما دعانا لهذا الاستنفار هو أن الجريدة الإيطالية المذكورة عمدت إلى تزييف الحقائق حيث  أخفت حقيقة الفشل السياسي في تأمين المواد الغذائية للمواطن التونسي واتهمت الدولة التونسية باتهامات مغلوطة!!!
المهم في الموضوع أنه وإن لم يأخذ الزميل اليعقوبي حقه في الرد على ما جاء في الجريدة المشار إليها إلا أنه نشر ردا مبدئيا على صحيفته الإيطالية "  notizie geopolitiche" ريثما يتم التواصل مع هذه الجريدة.
يحصل هذا في ظل انفصال كامل عن الإطلاع الرسمي عما يجري وخاصة تكليف مخاطب مسؤول أو هيكل مختص للمتابعة والتعامل والرد على مثل هذه "المزايدات الإعلامية" الأجنبية المضللة حتى لا نقول "الجرائم الإعلامية" التي تحصل في هذه الفترة، بصفة متواصلة ومكثفة، وتستهدف تونس وشعبها.

* قيس العرقوبي الكاتب العام لنقابة الاتصاليين والملحقين الصحفيين