آراء حرة

رؤية شاملة وتشاركية للخروج من الازمة

خالد قدور

 تمر تونس بمرحلة انتقالية صعبة متعددة األبعاد سياسية، مجتمعية، اقتصادية، اجتماعية وبيئة.. والوضع ازداد تعقيدا بعد جائحة كرونا والحرب في اكرانيا. وستكون نتائجها باهظة جدا على مستقبل البالد وحياة المواطن.

وهذه الوضعية مرتبطة بالخيارات السياسية للبالد والحوكمة ووضع التصورات والخطط التنموية. فالحاجة متأكدة، أولا، الى إشاعة روح التفاؤل وبذور الامل لدى المواطن.

كما تحتاج تونس إلى استعادة الدولة الوطنية وترسيخ المواطنة في إطار منظومة جديدة للنظام السياسي والحوكمة المسؤولة. فالمرحلة الحالية هي مرحلة انجاز وتنفيذ فعلي الى مرحلة ترقب وترحيل القرارات والاصالحات الى الحكومات المتتالية.

وترتكز هذه الحوكمة المسؤولة بشكل أساسي على ثلاث عناصر: الرؤية، الارادة والقيادة: أولا ، رؤية استشرافية استراتيجية مستقبلية شاملة، تشاركية وواضحة في إطار تنمية مستدامة وترتكز على التوازن بين الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وتترجم هذه الرؤية الى مشاريع في الجهات وبرامج قطاعية وفق أهداف محددة، مرقمة ودقيقة. ومن الضروري أيضا العمل في أفق متعدد المحطات الزمنية.

- ثانيا إرادة سياسية قوية وعزيمة صادقة واضحة، معلومة، نزيهة، شفافة واستباقية لقيادة التحول العميق للمنظومة إنجاز الإصلاحات الحقيقية والجذرية اللازمة وتحسين الحوكمة.

- وثالثاً فريق قيادة منسجمة ذو كفاءة للتنفيذ والمتابعة وتحمل المسؤولية، شجاع، براغماتي، واقعي، جريء، وقادر على الإنجاز و تحمل المسؤولية وله أيضا تصورات مشتركة للخروج من الازمة والقيام بالاصلاحات المبرمجة. هذا بالاضافة الى إدارة عمومية مستقرة وشفافة ومدعمة بالكفاءات والخبرات لإعادة بناء ثقة المتعاملين معها من مواطنين ومستثمرين.

الرؤية

الأزمة الحالية تدعو الى وضع تصور اخر للتنمية يرتكز على منهجية جديدة إعداد رؤية استشرافية استراتيجية شاملة وتشاركية للخروج من الازمة وتطوير الحاضر وبناء مستقبل أفضل لتونس وللتونسيين، و تترجم لسياسات عمومية ومشاريع تنموية في الجهات وذلك باعتماد تمش متعدد الاختصاصات وتحليل منظوماتي للمتغيرات التي من شأنها التأثير على المستقبل.

كما تقوم هذه الرؤية الوطنية على نهج تشاركي بين جميع المتدخلين الفاعليين وتتبناه العائلات الديمقراطية الاجتماعية حتى نضمن النجاح في الإنجاز. كما ترتكز هذه المنهجية على تحديد أفق زمني لهذه الرؤية يأخذ بعين الاعتبار انتظارات المواطنين المتأكدة ويمكن من التأثير على الاتجاهات المجتمعية واعتبار الانقطاعات التكنولوجية. ففي هذه الظروف يحبذ العمل وفق افق زمني متعدد المحطات .2050 -2030 – 2023

أهم عناصر الرؤية المستقبلية..

*الرهانات المجتمعية والثقافية ودعم الوعي المواطني،

*النظام السياسي والحوكمة واألمن،

*ديناميكية السكان والفضاء

*الموارد البشرية والتجديد والابتكار

*المنظومة التعليمية والصحية

*الموارد الطبيعية والتحول االيكولوجي الاجتماعي، sociale ecologique transition une 

*الاستثمار والتنمية الاقتصادية والتحول الرقمي

*فضاءات الانتماء والتعاون الدولي.