آراء حرة

هذا ما جنيته من المشروع الإجتماعي الثقافي..!

 قبل البدء: 
ولد هذا النص منذ عام في مدينة تونسية تسمّى جندوبة.. توجد في أقصى شمال غرب تونس...

هذه الأيام عشت في المدينة كما لم أعش فيها من قبل ..عند مروري من أنهجها الضيقة أو الواسعة، أرى وجوها مشرقة أعرفها - في الواقع أو إفتراضيا عبر الفيسبوك - تبتسم لي فأبادلها نفس الإبتسامة والترحاب ..ثم أعرف بعدها أنها إبتسامة عرفان ودعم لما أبذله من جهد خدمة للمشروع الإجتماعي الثقافي وأن مقاربتي الثقافية في العمل الإجتماعي بدأت تعطي ثمارها ..فالربط بين الإجتماعي والثقافي ليس بدعة إبتدعتها وإنما هو إستنباط على مستوى محلي لما هو دارج في الدول التي تحترم نفسها وتريد من الثقافة أن تكون صمام أمان وتأمين تجاه كل أشكال الحيف الإجتماعي وإنعدام الشعور بالوطنية وإندثار قيم المواطنة...
فالجهل بالحقوق المدنية والإنسانية - تمثيلا لا حصرا- هو إشكالية تعالجها الثقافة عندما يتم إيصالها إلى أكثر الفئات بعدا عنها في الأرياف والجبال والأحياء الشعبية.. هناك حيث تزداد الحياة قتامة مع كل أزمة سياسية تعصف بالبلد أو مع قدوم موسم الشتاء بلياليه الطويلة القاسية.. وفي هذه الأماكن يجب إعادة الإعتبار لأصحاب المهن التقليدية..الذين يحملون إضافة إلى القيم والعلاقات المرتبطة بالمهنة لشعور قوي بالإنتماء وبالهوية الوطنية ويرغبون في تمريرها للأجيال الحالية المفتقدة لها..
ومسؤولية الدولة اليوم هي جسيمة أكثر من أي وقت مضى في دعم هذه المقاربة، أولا من خلال تمويل عمومي معتبر موجه للمؤسسات الثقافية العمومية والمجتمع المدني لدعم هذا الإتجاه..وثانيا من خلال بناء سياسة ثقافية تعيد الإعتبار للثقافة الوطنية وتضع في أولى أولوياتها التربية الثقافية والفنية بما فيها من تربية على المواطنة…

 

بقلم : رياض بوسليمي، كاتب وخبير في السياسات الثقافية