دولي

نهاية مأساوية لشابين تونسيين حرقا في حاوية الى إيطاليا وتوفيا تحت مروحة ضخمة لباخرة

ليفورنو / ايطاليا -  تم العثور على  مهاجرين غير شرعيين داخل حاوية على متن سفينة وصلت فجرًا من تونس نحو ايطاليا.

وعندما تم تسليمهما إلى قبطان السفينة الدنماركية لإعادتهما إلى الميناء، ألقى المهاجران بنفسيهما في الماء، معتقدين على الأرجح أنهما سيتمكنان من الهروب.

فبعد رحلة تجاوزت الألف كيلومتر، مختبئين على متن السفينة التجارية، وأمام الخوف من ترحيل قسري، قررا المجازفة بكل شيء.

لكن لم يحسبا حساب عبور عبارة كانت في تلك اللحظة تدخل الميناء. في ثوانٍ قليلة، شفطهما المروحة الضخمة للسفينة.

تم العثور على أحدهما ميتًا، بينما الآخر لا يزال مفقودًا  وهو  في عداد المفقودين، لكن احتمال العثور عليه حيًا ضعيف جدًا.

وقعت المأساة يوم الخميس 30 أكتوبر في ميناء ليفورنو ولا يُعرف شيء عن المهاجرين الاثنين اللذين حاولا دخول إيطاليا بطريقة غير شرعية — لا الأسماء، ولا الأعمار، ولا حتى الجنسية المؤكدة .

لم تكن بحوزتهما أي وثائق، كما هو معتاد في مثل هذه الحالات لتجنب التعرف على هويتهما وبالتالي تسهيل عملية ترحيلهما في حال تم القبض عليهما.

وعندما اكتشفهما بحارة السفينة التابعة للشركة الدنماركية Stena Shipper، قالا في البداية إنهما مغربيان.

لكن في الواقع، ووفقًا لما تم التوصل إليه، يبدو أن الشابين — اللذين يبدوان في نحو العشرين من العمر، وربما أصغر — دخلا إلى الحاوية بينما كانت السفينة راسية في أحد الموانئ التونسية.

وتعد السفينة التجارية مستأجرة من قبل الشركة التونسية CoTuNav، وتعمل على الخط بين ليفورنو وتونس، خصوصًا مع ميناء رادس.

حيث وصلت السفينة إلى ليفورنو صباحًا في تمام الساعة السادسة والنصف، وبعد رسوّها تم العثور على المهاجرين داخل الحاوية حيث  حاولا في البداية الفرار، لكن تم ايقافهما على الفور.

حيث قامت شرطة الحدود البحرية بالإجراءات القانونية المعتادة، وبما أنهما لم يكونا قد تجاوزا بعد الحدود رسميًا، تم — وفقًا للقوانين — تسليمهما إلى قبطان السفينة لإعادتهما إلى بلدهما.

وُضع الاثنان في كابينة مغلقة، لكن حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر تمكنا من كسر الباب والخروج بينما كانت السفينة الدنماركية ما تزال راسية في الميناء.

وفي لحظة خاطفة، قفزا إلى الماء في القناة الواقعة بين بوابة زارا ورصيف بنغازي.

و شوهد الاثنان وهما يكافحان الأمواج في بحر مضطرب بسبب العاصفة ويُرجّح أنهما لم يكونا يعرفان السباحة.

في تلك اللحظة، كانت عبارة ro-ro التابعة لشركة Grimaldi (وهو نوع من السفن مصمم لنقل المركبات أو الشاحنات عبر تحميل أفقي) تدخل الميناء بدفع من زورق قطر، فشفطتهما مروحتها الضخمة ولم تترك لهما أي فرصة للنجاة.

تحركت عمليات الإنقاذ فورًا وشهد البحارة المشهد المأساوي وهما يُسحبان بقوة التيار.

بعد ساعات قليلة تم انتشال جثة أحدهما، بينما لا يزال الآخر مفقودًا.

واستمرت عمليات البحث طوال فترة ما بعد الظهر بمشاركة خفر السواحل، ورجال الإطفاء، والشرطة الايطالية، باستخدام زوارق سريعة وغواصين ومروحية .

 رغم سوء الأحوال الجوية كانت عمليات البحث صعبة للغاية  نتيجة الأمطار الغزيرة، كما أن عمق تلك المنطقة يتجاوز 15 مترًا وتوجد فيها تيارات قوية تدفع نحو عرض البحر.

وفي الوقت نفسه، تحاول قيادة الميناء إعادة بناء تفاصيل الحادثة بالكامل، وتم الاستماع إلى الشهود لمعرفة كيف تمكنا من الهروب من السفينة.

ومع تحسن الأحوال الجوية، من المتوقع أن تستمر عمليات البحث عن المفقود.