تفاصيل استهداف سفينتين لأسطول الصمود في ميناء سيدي بوسعيد

الشعب نيوز / ناجح مبارك - علمت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وافق بشكل مباشر في مطلع الشهر الماضي على تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت سفينتين كانتا ضمن أسطول متجه إلى غزة يحمل مساعدات وأنصارًا مؤيدين للفلسطينيين، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.
وقال مسؤولان أميركيان في الاستخبارات، أُبلغا بالملف، لـ"سي بي إس نيوز" إن القوات الصهيونية أطلقت طائرات مسيّرة من غواصة وأسقطت مواد حارقة على القوارب الراسية قبالة ميناء سيدي بوسعيد التونسي يومي 8 و9 سبتمبر 2025، مما تسبب في اندلاع حريق. وأوضح المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لعدم السماح لهما بالتحدث علنًا بشأن مسائل تتعلق بالأمن القومي، أن الكيان الصهيوني هو الذي نفذ العملية.
وبموجب القانون الدولي الإنساني وقوانين النزاعات المسلحة، فإن استخدام الأسلحة الحارقة ضد السكان المدنيين أو الممتلكات المدنية محظور في جميع الظروف.
تفرض دولة الاحتلال حصارًا بحريًا على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.
وقد فُرض هذا الحصار لأول مرة في جانفي 2009، عندما أعلنت البحرية الصهيونية إغلاق المياه الساحلية أمام أي حركة بحرية، وذلك بعد نحو عامين من سيطرة حركة حماس على القطاع في أعقاب حرب أهلية قصيرة وعنيفة مع حركة فتح، المعروفة رسميًا باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني.
قوات الدفاع الصهيونية لم ترد على طلب "سي بي إس نيوز" للتعليق.
الأسطول العالمي "صمود" هو الذي نظم هذه المبادرة البحرية الدولية الهادفة إلى كسر الحصار البحري الصهيوني عن غزة وتقديم المساعدات إلى هذا الإقليم المنكوب بالحرب.
في 8 سبتمبر 2025 ، أُلقيت قنبلة حارقة على سفينة "فاميلي" التي ترفع العلم البرتغالي.
وأكد الأسطول العالمي "صمود" لـ"سي بي إس نيوز" أن النائبة البرتغالية ماريانا مورطاغوا كانت على متنها في الليلة السابقة للهجوم، وأن المهاجمين تعمدوا الانتظار إلى حين غياب "مسؤولين منتخبين أو شخصيات بارزة"، بحسب بيان أصدره الأسطول يوم الجمعة.
في 9 سبتمبر 2025 ، تعرضت سفينة "ألما"، التي ترفع العلم البريطاني، لهجوم مماثل.
وقالت المجموعة الشهر الماضي إن القوارب تضررت جراء الحريق، لكن الطواقم تمكنت من إخماد النيران بسرعة، ولم يُسجَّل سقوط قتلى أو جرحى.
تُظهر صورة مأخوذة من كاميرات المراقبة حريقًا شبّ في سفينة "ألما" التابعة للأسطول العالمي "صمود" في المياه قبالة السواحل التونسية يوم 9 سبتمبر 2025.
وجاء في بيان للأسطول: "تأكيد ضلوع الكيان المحتل في الهجوم لن يفاجئنا، بل سيكشف ببساطة نمطًا من الغطرسة والإفلات من العقاب بلغ من الفجاجة ما يجعله غير قادر على الإفلات من المحاسبة في نهاية المطاف."
وأضاف البيان: "سواء كان الهدف من هذه الهجمات قتلنا أو إخافتنا أو تعطيل سفننا، فإنها عرّضت المدنيين والمتطوعين الإنسانيين للخطر بتهور. على العالم أن يدرك أن أي محاولة لإسكاتنا أو تخويفنا أو عرقلة التزامنا تجاه القضية والشعب الفلسطينيين محكوم عليها بالفشل. نحن نطالب بفتح تحقيقات مستقلة وعاجلة في هذه الهجمات وبمحاسبة كاملة للمسؤولين عنها."
وفي سبتمبر، شككت السلطات التونسية في فرضية أن طائرات مسيّرة أسقطت قنابل حارقة على السفن، وأكدت أن الفحص الأولي أشار إلى أن الانفجار انطلق من داخل القارب، وفق ما ذكرته "بي بي سي نيوز". في المقابل، زعمت حسابات مؤيدة لدولة الاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي أن الحرائق اندلعت بسبب سوء استخدام النشطاء لمسدس إطلاق القذائف المضيئة.
لكن صورًا نشرها الأسطول العالمي "صمود" وحصلت عليها "سي بي إس نيوز" بدت وكأنها تُظهر كرة نارية تهبط على السفينة وتسبب الحريق على متنها، وليس العكس. غير أن الكاميرات المثبتة على السفن لم تتمكن من رصد مصدر النيران قبل لحظة سقوطها، ولا أظهرت إطلاق قذائف مضيئة.
وفي حوادث منفصلة أواخر سبتمبر، قال النشطاء إنهم تعرضوا لهجوم من 15 طائرة مسيّرة على ارتفاع منخفض أثناء إبحارهم جنوب اليونان.
وأوضح الأسطول أن ما لا يقل عن 13 انفجارًا سُمعت على متن وحول عدة سفن من الأسطول، وأن أجسامًا أُسقطت على ما لا يقل عن 10 سفن، مما ألحق بها أضرارًا. ورغم عدم وقوع إصابات، أكد النشطاء أن أنظمة اتصالاتهم تعرضت للتشويش.
وفي هذا الأسبوع، اعترضت القوات البحرية الصهيونية معظم السفن المتجهة إلى غزة، واعتقلت عشرات النشطاء بينهم تونبرغ وعددًا من النواب الأوروبيين، في خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة.
كما اعتقل الصهاينة مواطنين أميركيين كانوا على متن الأسطول.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ"سي بي إس نيوز" إن الوزارة تتابع الوضع عن كثب وتعمل على تقديم المساعدة للمواطنين الأميركيين، لكنه وصف الأسطول بأنه "استفزاز متعمد وغير ضروري"، خاصة في ظل استمرار إدارة ترامب في البحث عن "حل تفاوضي" لإنهاء الحرب في غزة.
ومن بين الأميركيين المشاركين في الإبحار مع الأسطول العالمي "صمود": جيسيكا كلوتفلتر، وهي قديمة في سلاح مشاة البحرية الأميركية، وغريغ ستوكر، منسق وفد قدامى المحاربين. يوم الأربعاء، تحدث الاثنان عبر تطبيق "زوم" مع "سي بي إس نيوز شيكاغو" قبل نحو ساعة من اعتراض الأسطول من قبل البحرية الصهيونية .
وقال ستوكر: "نحن مهمة إغاثية مدنية نحاول كسر حصار غزة، ونقل المساعدات الإنسانية وفقًا للقانون الدولي الإنساني وقوانين الملاحة البحرية."
أما كلوتفلتر فأكدت لـ"سي بي إس نيوز شيكاغو" أن الصور القادمة من غزة على مدى العامين الماضيين كانت "مفجعة" و"ممزقة للقلب".
وأضافت: "أعني أنني بكيت ربما كل يوم على هذه السفينة منذ مغادرتنا في 31 أوت 2025 ، مع تصاعد وتيرة العنف."


