ثقافي

كانت دائماً تعتز بأنها "ابنة تونس:وفاة الممثلة  كلوديا كردينالي عن عمر 87 سنة

الشعب نيوز/ متابعات - توفيت اليوم الثلاثاء 23 ستمبر2025 الممثلة العالمية التونسية الايطالية كلوديا كاردينالي عن عمر بلغ 87 سنة. فقد ولدت الراحلة يوم 15 افريل 1938 بمدينة حلق الوادي في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. وهي منحدرة من عائلة ايطالية أصيلة منطقة صقلية القريبة من تونس.

عاشت طفولتها وشبابها المبكّر في تونس، وتعلّمت في مدارسها.لغتها الأم كانت الإيطالية لأن عائلتها من أصول صقلية، لكنها كانت تتكلم أيضاً الفرنسية والعربية بسبب البيئة المتعددة الثقافات في تونس. وفاة الممثلة التونسية الا

في سنة 1957 فازت بلقب أجمل فتاة إيطالية في تونس في مسابقة محلية للجمال. وهذا الفوز فتح لها أبواب السينما الإيطالية والعالمية، إذ دُعيت إلى مهرجان البندقية السينمائي وهناك بدأ اكتشافها كممثلة صاعدة.

صلتها الدائمة بتونس

رغم استقرارها في إيطاليا وفرنسا فيما بعد، كانت كلوديا كردينالي دائماً تعتز بأنها "ابنة تونس". وفي أكثر من حوار، أكدت أن نشأتها في تونس منحتها الانفتاح على الثقافات والقدرة على التكيف مع بيئات مختلفة، وهو ما ساعدها في مسيرتها العالمية.

شاركت في بعض الفعاليات الثقافية التونسية في مراحل مختلفة من حياتها، وكانت تونس بالنسبة لها نقطة مرجعية شخصية

مراحل حياتها ومسيرتها الفنية

كلوديا كردينالي قضت طفولتها ومراهقتها في تونس، وتربّت في بيئة متعددة اللغات  الإيطالية، الفرنسية، العربية.  انطلقت إلى عالم التمثيل بعد أن فازت في مسابقة جمال عام 1957، مما مهّد لها الدخول إلى مهرجانات الأفلام والعروض في أوروبا

في أوائل الستينيات، بدأت تأخذ أدواراً أكبر، وحقّقت شهرة واسعة من خلال العمل مع مخرجين مشهورين من بينهم لوتشينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني.  

من بين أدوارها الأكثر شهرة: انجيليكا في فيلم "الفهد" ( Le guépard ) من اخراج فيسكونتي سنة 1963 وفي نفس السنة مثلت في فيلم "8½"  ثمانية ونصف اخراج فيديريكو فلييني

التطوّر والاختيار المتعدد اللغات

عملت عبر أفلام إيطالية وفرنسية وأحياناً في الإنتاجات الدولية، مما ساعدها على أن تكون من أبرز نجمات السينما الأوروبية وقد تميزت بعض أفلامها  بطابع سينمائي تعبيري ومعمّق، إضافة إلى أفلام ترفيهية وكوميدية

رغم استقرارها في إيطاليا وفرنسا فيما بعد، كانت كلوديا كردينالي دائماً تعتز بأنها "ابنة تونس". وفي أكثر من حوار، أكدت أن نشأتها في تونس منحتها الانفتاح على الثقافات والقدرة على التكيف مع بيئات مختلفة، وهو ما ساعدها في مسيرتها العالمية.

شاركت في بعض الفعاليات الثقافية التونسية في مراحل مختلفة من حياتها ومنها حفل تدشين ساحة فرحات حشاد في العاصمة الفرنسية باريس، وكانت تونس بالنسبة لها نقطة مرجعية شخصية . 

في سنواتها الأخيرة، حصلت على تكريمات في تونس باعتبارها واحدة من أشهر الأسماء الفنية العالمية ذات الجذور التونسيةوكانت الصحافة التونسية تعتبرها دائماً "سفيرة غير رسمية للبلاد"  في المحافل السينمائية العالمية.

مقتطفات من تصريحاتها عن تونس

* في حفل افتتاح شارع باسمها في حلق الوادي وفي الحي الذي نشأت فيه قالت:  «غادرت صغيرة، لكني قضيت طفولتي كلها هنا، ومراهقتي أيضاً. جذوري هنا 

* عن ما تحمله تونس في داخلها قالت :  «ما زلت أحتفظ بالكثير من تونس فيّالمناظر، الناس، حسّ الضيافة، الانفتاح 

* عن والِدَيْها وتجربتهما بمغادرة تونس:  «لم يتعافَ والدَيّ من مغادرة تونس، فقد عاشا الأمر كمنفى 

* عن والدتها وكيف نقلت تونس معها إلى إيطاليا:  «أمي أعادت خلق تونس في إيطاليا. زرعت نباتات تونسية وأبقت عليها، وواصلت طهي الأطباق التونسية

* عن تونس كـ "أرض للترحيب" وعن قيم الضيافة:  «تونس بالنسبة لنا كانت أرض ترحيب. أتمنى أن كل من يحتاج أن يرحل إلى مكان ما في العالم أن يُستقبل بنفس هذا الاستقبال

* عن تونس كمزيج ثقافي، وتنوّعها الثقافي، وكيف كانت فترة الانفتاح بين الثقافات المختلفة دينياً ولغوياً أثناء نشأتها قالت في مقابلة باللغة الايطالية: «كنت مرتبطة جداً بتونسأعتبرها أرضي. في تلك السنوات كانت تونس متقدمة حتى مقارنة بأوروبا. كان هناك تقدم كبير. كانت فترة تبادل كبير بين الثقافات، بين ديانات مختلفة.

* كلوديا كردينالي لدى حضورها مراسم تدشين ساحة الزعيم فرحات حشاد في باريس ويظهر الى جانبها الديبلوماسي التونسي الدكتور خليل بن عبدالله