آراء حرة

هجمة السلطة على الاتحاد جزء من استراتيجيا كاملة

الشعب نيوز/ علي بن جدّو: هجمة السلطة على الاتحاد جزء أساسي من استراتيجيا كاملة لها حلقات وسياقات سياسية واجتماعية مترابطة والهدف بالنهاية هو إعلان السلطة الحرب على كل صوت مختلف وعلى كل شكل من أشكال المقاومة الاجتماعية والسياسية أيا كان حجم انغراسها وتأثيرها وحضورها...

لكن الأسئلة التي ينبغي طرحها هي :لماذا استهداف الاتحاد بهذه القوة وفي هذه اللحظة تحديدا؟ ولماذا توظف إمكانيات الدولة وجيش مليشياتها وأذرع التشويه ودعاية التظليل والتطبيل المرتبطة بها في هذه الحملة التي يراد من خلالها وضع الاتحاد في وضعية المنظمة المارقة والفاسدة؟

لنتفق من البداية أن أنظمة الحكم التي تبلغ الحكم بواسطة الانقلاب وتصنع من هذه الانقلابات انجازات وبطولات خارقة تزعم فيها تمثل وتمثيل مطالب الجماهير عادة ما تنزع باتجاه احتكار السلطة واختزالها في هيئات حكم ضيقة مع ما يتلاءم مع ذلك من مركزة عالية وحاسمة في صناعة القرار السياسي والتسويق له باعتباره الحيلة الوحيدة الممكنة لسد الفراغ والانقاذ والتأسيس لاستقلال الوطن وكرامة المواطن....

ولأن كل مشروع حكم يتخذ من سياسات الاستبداد نهجا للحكم لا يقبل بالضرورة إمكانية التعايش مع من يمثل ضدا له أو يشكل خطراً عليه أو يطرح أفقا آخرا مختلفا في فهم السياسة وإدارة الحكم فإن ما يحصل الآن في تونس هو صورة بينة لتمكن الإستبداد ...

وعلى هذا تبنى نقائص وجرائم الإستبداد ويكون التفكير جديا في إقصاء كل شكل للمقاومة الاجتماعية والسياسية...ولأن اتحاد الشغل، وإن اختلفت التقييمات بشأنه، يظل بالنهاية منظمة وازنة وذات تأثير واسع في تشكيل مشهد المقاومة الاجتماعية على علات جوهرها الإصلاحي، كمنظمة مهنية/مطلبية،فإنها كانت هدفا محددا بذاته لهذه الهجمة الشرسة والمركزة... وفي مطلق الحالات فإن هذه الحملة ستتواصل وقد تبلغ حدا غير متوقع ومتنام شكلا ومضمونا خاصة إذا أدركنا أنه ما من حيلة لتواجه السلطة فشل خياراتها الاقتصادية والاجتماعية غير تصدير الأزمة إلى غيرها والتضييق على كل نفس أو نبض للمقاومة ...

بالنهاية المعركة لازالت مفتوحة على كل الاحتمالات وموازين قوى المواجهة والمقاومة ستنمو وتتجذر أكثر بتوسيع مداها وتنويع آلياتها...مثلما ستكون هذه المعركة معركة فرز يسقط فيها من يسقط وتظل المثابرة النضالية واجهة/شرط حسمها والتأسيس لما هو آت....