الطاهري في إدارية المنستير : جوهر المشكلة لا يتعلق بأشخاص أو بقيادة معينة، بل بدور الاتحاد و وجوده

الشعب نيوز / نصر الدين ساسي - انعقدت اليوم السبت 16 أوت 2025 الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير، في إطار الاستعدادات الجارية لتنفيذ مقررات الهيئة الإدارية الوطنية الأخيرة، والتي أقرت تنظيم تجمع نقابي ببطحاء محمد علي يوم 21 أوت 2025 الجاري، يشفع بمسيرة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة.
افتتح أشغال الهيئة الإدارية الجهوية الأخ سعيد يوسف، الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالمنستير، مؤكدًا على أهمية هذا الموعد النضالي في ظرف دقيق يتسم بتصاعد الهجمة على منظمة حشاد وتزايد الضغوط على الحقوق النقابية.
وشدد على أن الاتحاد العام التونسي للشغل خبر الأزمات والمؤامرات على مر تاريخه، وخرج منها دائمًا أكثر قوة ووحدة، معتبرًا أن هذه الأزمات ليست إلا محطات فرز تعزز التضامن النقابي وترسّخ الوحدة العمالية الصماء.
من جهته، قدّم الأخ سامي الطاهري، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، مداخلة مطولة أكد فيها أن اجتماع المنستير يأتي في إطار التعبئة الشاملة التي أقرّتها الهيئة الإدارية الوطنية، مشددًا على أن الاتحاد مستنفر بكامل قواه وأن النقابيات والنقابيين يدركون طبيعة الأزمة الراهنة التي تحاول السلطة من خلالها الفصل بين القواعد والقيادة.
وأوضح الطاهري أن استهداف المنظمة ليس جديدًا، بل هو سياسة انتهجتها مختلف الحكومات بعد الثورة، عبر محاولات الاختراق، أو الاستقطاب، أو التجريم.
واعتبر أن جوهر المشكلة لا يتعلق بأشخاص أو بقيادة معينة، بل بدور الاتحاد الوطني في الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات العامة والفردية، مشددًا على أن الاتحاد لن يقبل أن يكون منظمة صامتة أمام التهاب الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية وضرب الحوار الاجتماعي وترذيل المفاوضة الجماعية.
* الاتحاد ليس المسؤول عن إلتهاب الأسعار وإهتراء المقدرة الشرائية وضعف الإستثمار وتنامي التضخم
وتوقف الطاهري مطولًا عند مسألة إلغاء التفرغات النقابية، التي وصفها بـ"الوهمية"، مذكرًا بأن الملف أثير في أزمنة سابقة من قبل حكومات مختلفة، مؤكدًا أن التفرغ النقابي ليس هبة ولا منّة، بل استحقاق انتزع بفضل نضالات النقابيين وفي إطار الحوار الاجتماعي، باعتباره ضمانة لممارسة الحق النقابي والاضطلاع بالمسؤوليات النقابية.
كما اعتبر أن الأزمة الحالية عرّت الكثير من الحقائق وأظهرت انخراط بعض الأطراف في حملات التشويه طمعًا في التموقع على أنقاض المنظمة، محذرًا من أن السلطة الحالية ستواصل سياسة التضييق في ظل تعاظم المديونية والعجز، وما قد يترتب عن ذلك من إجراءات موجعة على الشعب من رفع للدعم وخصخصة المؤسسات العمومية تنفيذًا لإملاءات الدوائر المالية الدولية.
وردّ الطاهري على حملات التشويه واتهامات الفساد، مؤكدًا أن الاتحاد ليس المسؤول عن غلاء الأسعار أو فشل الدولة في مراقبة مسالك التوزيع أو عجزها عن توفير الأدوية الأساسية وتشجيع التشغيل الهش ودفع الكفاءات إلى الهجرة. وأضاف أن تحميل الاتحاد هذه الأزمات يندرج في إطار مؤامرة لتأليب الرأي العام ضده.
واختتم الطاهري بالتأكيد أن الاتحاد لم يدعُ يومًا للتصادم، لكنه لن يتوانى عن بذل كل الجهود لإنقاذ تونس والدفاع عن حقوق شعبها ومكتسباته الاقتصادية والاجتماعية والنقابية.
واعتبر أن الأزمة ستنتهي، وأن الدروس ستُستخلص، وأن تونس ستنتصر بتضحيات بناتها وأبنائها.
تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي : https://tinyurl.com/achaab-naqaby