آراء حرة

سفينة حنظلة : محمد البقالي ، صوت الإنسان المغربي الغيور على القضايا الإنسانية

سفينة حنظلة: محمد البقالي ، صوت الإنسان المغربي الغيور على القضايا الإنسانية

بقلم: الخامس غفير، مدينة برشيد المغربية.

على سفينة "حنظلة" التي ضمت نخبة من الحقوقيين والمناضلين الشجعان من جنسيات مختلفة، وفي خضمّ حملات التضامن العالمي مع غزة العزة، تجلت مشاهد تعبّر عن الحضور المغربي المشرف في نصرة القضية الفلسطينية، وكأنها تنطق بلسان كل مغربي خرج للتظاهر والتضامن مع شعب فلسطين الجريح.

في هذا السياق، سطع اسم محمد البقالي؛ الصحافي المغربي الحر، ليطل علينا مناضلاً صادقًا من أجل الحق الفلسطيني، ناقلًا أحداث السفينة بالصوت والصورة، وبمشاعر الإنسان قبل المهني، وبحسّ وطني غيور على انتمائه، مستحضرًا تاريخ شرفاء الوطن المغربي الذين كانوا دائمًا في الصفوف الأولى منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى المبارك"، دعمًا وإسنادًا وتضامنًا.

رمزية حنظلة

سيخلّد التاريخ اسم محمد البقالي إلى جانب رمز "حنظلة" الفلسطيني الذي يحمل أبعادًا رمزية قوية، تشير إلى الطفولة المقاومة، وتستحضر ذاك الصبي الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، والذي تحدّى بصمته وصغر حجمه آلة القمع، فكانت حجارته التي حملها خلف ظهره ذات يوم، شرارةً تحوّلت لاحقًا إلى رموزٍ للمقاومة، من عبوات "شواط" و"الباندوم"، إلى صواريخ "عياش 250"، و"قسام"، و"أر 160"، و"سجيل"، وصولًا إلى أسراب الطائرات، مثل "أبابيل 1" التي دخلت الخدمة عام 2014، و"شهاب" الانتحارية المعلنة سنة 2021، و"الزواري" التي شاركت في "طوفان الأقصى"... إن رمزية السفينة اليوم تؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل حية في وجدان كل إنسان حر ومناضل شريف.

عندما تخلى العرب

نقل البقالي تفاصيل الرحلة إلى جانب نخبة من الحقوقيين الذين تفاعلوا بصدق مع مشاهد التجويع والحصار والإبادة الجماعية، فأبوا إلا أن يتصدروا الصفوف الأمامية لكسر الحصار، في وقت غاب فيه الموقف الإقليمي الصارم، وتخلّى فيه كثيرون – من العرب والجيران – عن الأطفال والشيوخ والنساء الذين يُسحقون بأبشع صور التنكيل في التاريخ المعاصر.

يمثل محمد البقالي ضميرًا حيًا لكل المغاربة، ويعبر عن إنسانيتهم التي يُراد لها أن تنطفئ على أكثر من صعيد؛ تضامنًا، وإسنادًا، وتفاعلًا مع القضايا العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي عشقها المغاربة وتربّوا على محبتها في المدارس، والجمعيات الثقافية، والمخيمات الصيفية، والمناسبات الدينية.

رسائل انسانية فاضحة

بعث البقالي برسائل إنسانية إلى العالم، تنبّه إلى حجم الظلم والإبادة التي تستهدف رقعة جغرافية صغيرة، وتفضح التواطؤ الدولي بوصفه شريكًا في الجريمة، سواء بالصمت أو غضّ الطرف عن الجرائم الصهيونية. كما يوجّه نداءً لكل إنسان حر، مؤكدًا ضرورة الانحياز إلى الحق، ونصرته، والدفاع عن الكرامة الإنسانية وحق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة.

إن محمد البقالي، بشجاعة الصحافي الرسالي، تحدى القيود الظالمة من أجل نقل الحقيقة، وسعى، من خلال رحلته الإنسانية، إلى إعادة بثّ الأمل والصمود، مستحضرًا روح التضحية، ومؤكدًا أن محاولات الإبادة والقهر والإقصاء لن تنال من عزيمة الشعوب. فالإنسانية، والأخوة، والصمود، والصبر، والمقاومة، ستنتصر على أسلحتهم وعلى همجيتهم.

المغاربة أوفياء للاقصى

ستبقى رحلة سفينة "حنظلة"، الى غزة، شاهدًا حيًا على أن الإنسانية ما تزال تنبض، وأنها تقاوم محاولات الاغتيال الإعلامي والتطبيعي. وستظل "حنظلة" رمزًا إنسانيًا لا يُطفأ نوره مهما تعاظمت أدوات القمع، وسيبقى المغاربة، ممثلين في الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، وفي طليعتهم الصحافي المغربي محمد البقالي، أوفياء للعدالة الإنسانية، ومخلصين لحبهم للأقصى، ومرتبطين وجدانيًا بالتاريخ والجغرافيا التي تحتفظ لهم بمفتاح القدس وباب المغاربة، شاهدًا خالدًا على وشائج العلاقة والوفاء.

------

 * ملاحظة: اجرينا بعض التعديلات الطفيفة على النص لان الرسالة كتبت قبل اختطاف نشطاء حنظلة