الشفي عن قافلة الصمود: حركة نضالية ترفع رأس المواطن العربي وشبابنا حمل الامانة ولم يخذل نضالات الاجيال

الشعب نيوز/ متابعات - أدلى الاخ سمير الشفي، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، بحديث مطول الى النسخة الورقية من جريدة الشعب أجراه الزميل ضياء تقتق ونشرته في عددها الصادر بتاريخ الخميس 12 جوان حيث تطرق فيه بشكل خاص الى قافلة الصمود كسرالحصار على غزة وظروف تكوينها والمشاركة فيها.
ما هي الخلفيات التي قادت إلى إطلاق هذه القافلة التضامنية؟ ومن هي الأطراف المشاركة في تنظيمها؟ وكيف تم التنسيق بين مختلف الفاعلين؟
بدايةً، لا بد من التوجه بتحية إكبار إلى شباب تونس ونساء تونس ورجالها الذين شرفوا هذا الشعب الأبي، الذي سكنت قضية فلسطين والحق الفلسطيني في وجدانه عبر أجيال متعاقبة، وترجم هذا الانتماء الأصيل والالتزام الصادق بعمق ارتباط تونس بالقضية الفلسطينية في مناسبات ومحطات عديدة. ولعل آخرها ما حصل من ملحمة نضالية تضامنية خاضها شباب تونس عبر تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين.(20+) Facebook)
هذه الجهة كانت فاعلة منذ أكثر من عشرين شهرًا، منذ طوفان الأقصى، من خلال التحامها بالشوارع والتنسيق الميداني مع مختلف القوى الحية في تونس، سواء المنظمات الوطنية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل، أو منظمات مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وغيرها من المنظمات والأحزاب والحركات السياسية المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية والرافضة للصمت العربي الرسمي، بل دعني أقول: هذا التواطؤ نلاحظه في جزء كبير من هذا النظام الرسمي العربي.
هل يمكنكم أن تقدموا لنا فكرة أوفى عن القافلة نفسها؟ متى انطلقت؟ ومن شارك فيها؟ وما هي أهدافها؟
هذه القافلة، قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة، انطلقت بفضل الله وبدعم الشعب التونسي واحتضانه غير المسبوق من كل فئاته، صبيحة يوم 9 جوان، وهي قافلة برية تتكون من مئات من شباب تونس ونسائها وكهولها وشيوخها وحتى أطفالها، متجهة نحو الأراضي الليبية ثم إلى جمهورية مصر العربية. ونأمل أن تترجم هذه الحركة النضالية والتضامنية إلى رفع رأس المواطن العربي، ليُدرك أن النصر له ثمن، والثمن هو النضال والعمل والتضحية، وأن هزيمة المشروع الصهيوني ممكنة، وهي حلقة من حلقات النضال الكبير.
ما هو الدور الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل في هذه القافلة؟
احتضن الإتحاد العام التونسي للشغل العديد من الفعاليات النضالية الداعمة لقضية فلسطين، من خلال دعوته لتشكيل اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين، والتي كان للمنظمة وشركائها من جمعيات ومنظمات وأحزاب وطنية دور كبير في تنظيم المسيرات، والتي التحقت بها بعد ذلك تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وكان لها دور رئيسي في التأثير على التحركات الاحتجاجية وحملات المقاطعة للشركات الداعمة للكيان الصهيوني.
وهكذا، يعتبر الاتحاد جزء داعما في هذه القافلة، بمشاركة مناضلاته ومناضليه. وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية لكل المشاركات والمشاركين في القافلة على موقفهم النضالي الوطني والقومي، الذي يترجم مبادئ وثوابت الاتحاد التي تأسس عليها.
هل هناك تنسيق مع المحامين في الفعاليات الدولية القادمة؟
نحن في الاتحاد العام التونسي للشغل نحيّي مبادرة الإخوة في الهيئة الوطنية للمحامين بتونس من خلال مشاركتهم الفاعلة في تأمين رحلة إلى مصر يوم 14 جوان، للمشاركة في الفعاليات الدولية في العريش تنديدًا بالجرائم والمذابح والابادة الجماعية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، ولفضح المواقف الداعمة للكيان الصهيوني.
وتجدر الإشارة الى ان الاتحاد سيشارك في الرحلة التضامنية من خلال وفد نقابي من الهيئة الإدارية الوطنية يضم أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني وممثلين عن الاتحادات الجهوية للشغل وعن الجامعات العامة.
إذا كان لديك كلمة توجهها للشباب أو لتونس كرسالة في إطار هذا المسار التضامني مع فلسطين، ماذا تقول؟
حتى أكون صادقًا مع نفسي، ان الملحمة النضالية الجارية في غزة، والتلاحم النضالي الذي أبداه شباب تونس خصوصًا مع هذه الملاحم والتضحيات البطولية التي تُقدم على مذبح الحرية في فلسطين، و ما رأيته يوم 9 جوان في شوارع تونس ومدنها والمعابر التي مرت بها قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة يجعلنا بالفعل عاجزين عن تقديم الرسائل.
لأن الرسائل قدمها شباب تونس إلى كهولها وإلى الأجيال المتعاقبة، و بأن هذه الأمانة، أمانة الحق الفلسطيني والمقاومة وحق الإنسان في العيش الحر الكريم على أرضه وتحت سمائه بعيدًا عن الوصاية والاستعمار وكل أشكال الميز والعنصرية.
إن هذه الرسائل تلقيناها بردًا وسلامًا من شباب تونس الذي حمل الأمانة ولم يخذل نضالات أجيال التونسيين الذين آمنوا بالقضية وشاركوا منذ بدايات الحملة الصهيونية على فلسطين سنة 48، هؤلاء هم أحفاد وأبناء حشاد الذين حملوا أمانة حشاد الراعي والمنظم والمؤسس لحملات تطوع التونسيين إلى فلسطين سنة 1948.
ملاحظة: يمكن الاطلاع على كامل الحديث في النسخة الورقية من جريدة الشعب الاسبوعية الصادرة بتاريخ 12 جوان 2025.