نقابي

الطبوبي من جنيف: مصمّمون على الحفاظ على أهمّ مكسب اجتماعي ناضلت من أجله أجيال وَدُوِّنَ في القوانين والتشريعات ولن نقبل أن يُنسَفَ ارتجالا وبجرّةِ قلمٍ.

جنيف / الشعب نيوز/ في اطار الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد بمقر المنظمة في جنيف بسويسرا، القى الأخ نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الاربعاء 11 جوان 2025 كلمة الاتحاد التي قوبلت بالتصفيق الحار والاشادة من طرف العديد من الاصدقاء الحاضرين والمواكبين للاشغال.

شكرا على ثقتكم في رفيقتنا هادية العرفاوي

 واستهل الاخ الامين العام كلمته بتحية رئيس المؤتمرو نوابه و ممثلي أطراف الانتاج الثلاثة وذلك قبل ان يوجه كلّ الشكر لفريق العمّال على انتخابه الرفيقة هادية العرفاوي الأمينة العامة المساعدة للاتحاد العام التونسي للشغل نائبا لرئيس المؤتمر 113 ممّا يمثل الثقة الكبيرة التي تحظى بها تونس ومنظّمتنا.

كما وجه كلّ الشكر للسيد المدير العام لمنظمة العمل الدولية وكامل فريقه في إدارة المنظّمة وهو ما تجلّى في المحاور الرئيسية المطروحة على أنظار المؤتمرين وعلى تقريره الثريّ تحت عنوان: "العمل والحقوق والنمو: تعزيز الترابط" الذي أعاد فيه التأكيد على أنّ الحوار الاجتماعي هو الأداة الأساسية   للتنمية والتقدّم والسلم.

 وقال الاخ الامين العام: إنّنا نثمّن الاتفاق على اعتماد اتفاقية دولية خاصة بالمنصّات الرقمية، كما نثمن مراجعة التوصية رقم 204 لسنة 2015 حول الانتقال من الاقتصاد غير المنظّم إلى الاقتصاد المنظّم لضمان حقوق  العمال وتحقيق  العمل اللائق والعدالة الاجتماعية. إن الاقتصاد غير المنظّم يمثل في تونس ما يقارب نصف  إجمالي النشاط الاقتصادي بما يعنيه من هشاشة وضع العاملين فيه  ويفرض حلولا عاجلة عبر حوار اجتماعي جدي.

 إنّ الحركة النقابية العالمية تعيش فترة مخاض عسير، في مواجهة قيم السوق المتوحّشة وإنّ القيم الإنسانية مجرّد أدوات يسعى رأس المال عبرها إلى تحقيق الغلبة لفائدته وإدامة الاستغلال ومراكمة الثروة  بينما تبقى حقوق العمّال آخر اهتماماتهم ولكم في أزمة الكوفيد الأخيرة وفي الحروب التي تُشعلها الدول الرأسمالية هنا وهناك والتدخّلات العسكرية والانقلابية في العديد من المناطق ومنها إفريقيا والمنطقة العربية وكذلك ملفّات الهجرة غير المنظّمة، كالتي تعاني منها  تونس، خير دليل على استعداد النظام الرأسمالي العالمي المُهيمن لإبادة البشرية قاطبة مقابل تحقيق الربح وإعادة تقسيم العالم والسيطرة على مقدّرات الشعوب وثرواتها.

وفي مواجهة كلّ هذا الدمار والجشع، قامت الحركة النقابية والعمالية على مبدأ الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنضال من أجل القيم الإنسانية المبنية على العدل والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

ولقد آلينا على أنفسنا في تونس أن تستمرّ الحركة النقابية على نفس المبادئ والقيم   التي تأسس عليها الاتحاد العام التونسي للشغل ضدّ كلّ أنواع الاستغلال والحیف والتهميش والاستبداد  علاوة على الدفاع عن حقوق الإنسان وعن الحريات العامة والفردية.

لن نقبل بتواصل إقصاء الاتحاد

لقد بلغ تدهور الأوضاع الاجتماعية للعمّال وعموم الشعب في بلادنا حدّا غير مسبوق ولم يعد أحد قادرًا على تحمّله أو تبريره، وقد يستغرب البعض من مطالبتنا بالحوار الاجتماعي، المعطّل منذ مدّة، ولكنّنا، ونحن من أحرز جائزة نوبل للسلام في سنة 2015 لقيادة حوار وطني أنقذ البلاد ونحن من عمل على نجاح الحوار الاجتماعي ومأسسته، مصمّمون على الحفاظ على أهمّ مكسب اجتماعي ناضلت من أجله أجيال وَدُوِّنَ في القوانين والتشريعات ولن نقبل أن يُنسَفَ ارتجالا وبجرّةِ قلمٍ.

إنّنا مؤمنون بأنّ الحوار الاجتماعي والتشاركية بين مختلف الأطراف هو الكفيل بإيجاد الحلول لكلّ التحديات الاقتصادية والاجتماعية  ولن نقبل بتواصل إقصاء الاتحاد العام التونسي للشغل والانفراد بالملفّات الاجتماعية والبتّ فيها بطريقة أحادية كما حصل عند تنقيح بعض فصول مجلّة الشغل وغيرها من الملفّات والقوانين التي تهمّ العمّال، علما أنّ تونس، كانت خلال المؤتمر 112 مدرجة ضمن القائمة القصيرة في لجنة المعايير وقد تعهّدت الحكومة التونسية باتّخاذ الإجراءات الكفيلة لاستعادة الحوار الاجتماعي وضمان المفاوضة الجماعية واحترام حرية العمل النقابي، لكن للأسف فوجئنا هذه السنة بعدم إدراج تونس ضمن القائمة القصيرة بينما تواصلت إجراءات التضييق على العمل النقابي المستقل ومحاصرة النقابيين وتسليط العقوبات التعسّفية ضدّهم من طرد ومحاكمات كيدية وغيرها من الانتهاكات، وسنواصل نضالنا من أجل إرثنا النقابي وحريّتنا وحقوقنا.    

قرارات تاريخية ضدّ الانتهاكات

سيسجّل التاريخ أنّ المؤتمر 113 كان من بين أهمّ المؤتمرات لأنّه اتّخذ قرارات تاريخية ضدّ الانتهاكات والجرائم ضدّ الإنسانية خاصّة عندما خطا خطوة مهمّة بالتصويت الكاسح على قبول عضوية دولة فلسطين بصفة مراقب بفضل تضحيات الفلسطينيين وأيضا جهود عديد الأصدقاء وأحرار العالم، ولكنّها تبقى منقوصة ما لم يتمّ قبول عضوية فلسطين الدائمة والتامة، خاصّة بعد أكثر من سبعين سنة من الاحتلال والإبادة والتقتيل والتهجير والتشريد، وسنواصل النضال من أجل تحقيق هذا الحقّ، وعلى دول العالم أن تكون أكثر شجاعة وإنسانية وألاّ تتردّد في الاعتراف بدولة فلسطين المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف وإدانة استمرار حرب الإبادة والتقتيل الجماعي الذي يمارسه الصهاينة ضدّ الشعب الفلسطيني والتي كشفت الحقيقة النازية والعنصرية للصهيونية وكلّ القوى الداعمة لها، ولنطالب جميعا بوقف المجازر والتجويع ورفع الحصار والتصدي إلى سياسة التهجير.

وهي مناسبة نحيّي فيها الهبّة الشعبية العالمية لمناصرة الحقّ الفلسطيني ومنها قافلة الصمود المنطلقة من   تونس يوم  9 جوان 2025  إلى الأراضي المحتلّة والتي أعادت للعالم ضميره ونبضه وإنسانيته.