ريبورتاج: هل يملك المواطن احتياطات مالية لمواجهة أية نفقات مفاجئة؟

الشعب نيوز/ إعداد رمزي الجبّاري/ عدسة منتصر العكرمي: سؤال على أهميته الاجتماعية خرجنا به إلى الشارع لنسأل الناس عنه إذ إلى أي مدى هم يعتمدون برامج مستقبلية واضحة فكانت هذه الإجابات السريعة والمختلفة عن عدد المشاكل والاشكاليات اليومية التي تواجهها العائلات في علاقة بالمصاريف اليومية التي يحتاجها كل واحد منا.
يقول ابراهيم النعيمي «معلم» إنّ صعوبة الحياة واضحة وجلية أمام عدم التوفق في توفير كل الحاجيات والاحتياجات ـ بحكم أنّ اليد الواحدة لا تصفق ـ وهذا طبعا مفاده أنّه أصبح من الضروري أن يختار المقبل على الزواج امرأة تعمل لتحمل معه «وذن القفة» كما ثبت بالواضح أنّ «شهرية واحدة» لا تحقق السعادة للعشّ الزوجية دون الدخول في التفاصيل وهذا يعني أنّ المواطن غير قادر على توفير احتياطات مالية لمواجهة اية نفقات مفاجئة إذ أنه يعيش يومه وكفى.
أما السيدة ابتسام ـ ن ـ تعمل في روضة فإنّها تؤكد أنّ الحياة أصبحت فوق طاقة التحمل في ظلّ ارتفاع جنوني للأسعار وفي ظلّ تعدد «الفاتورات» النازلة على رأس رب العائلة الذي يدفع يوميا من جهده وماله وهو غير مطمئن على مستقبله لذلك يكون من المهم إعادة النظر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمواطن الذي له ديون على امتداد أشهر السنة.
* المصاريف تتجاوز المداخيل
ترى السيدة ابتهال المناعي تعمل بشركة خاصة أن الفارق كبير بين أجور القطاعين العام والخاص رغم أنّ «الشهادة هي نفسها» وهي فوارق لا يحتاجها المجتمع التونسي إذ أنها تكرّس «اللاعدل» وهو ما يشعر الواحد منا بالغبن ـ ثمّ ثانيا إنّ تعدد المصاريف يضع المواطن التونسي امام اكثر من أزمة مالية واخلاقية لذلك يضطر الواحد منا إلى البحث عن شيء إضافي مساعد على مجابهة المصاريف وهو ما يؤكد أننا غير قادرين على تجميع مبلغ مالي يكون سندا لمجابهة مرض مفاجئ او حتى مناسبة مثل نجاح الأبناء ـ لذلك كله فإننا مع الموجود بشعار كل نهار وقسمه.
اما حمدي المبروك «طالب» فإنه يعتقد أنّ ما تعيشه العائلات من أزمات دافع للتشنج ولعدم الصبر على الموجود بما أنّ الأعين مفتوحة على كل مغريات الحياة لذلك يصبح من الضروري أن تتجاوز العائلات مداخيلها لتلبية الحاجيات التي لا تكاد تنتهي.
* على قدر كسائي أمد رجلي...
قال حامد بورورو «موظف» إنّ المرحلة تقتضي التعامل بحكمة مع الواجب توفيره للأبناء، إلا أنّ ذلك يصبح استثناءً أمام ما هو موجود في الواقع ـ إذ أنّ ارتفاع أسعار كل المواد يدفع إلى انتظار المفاجآت كما يلزم الواحد منا على تلبية الاحتياجات وهذا سبب لعدم توفر «ثقافة الاحتياط» بحكم أنّ كل مرغوب مطلوب ولو أنني في الكثير من الأحيان أجد نفسي مضطرا إمّا إلى الاقتراض إو إلى التفريط في شيء ما إذ حصل أن بعت دراجة نارية لابني لإنهاء الشهر.
ويذهب سي حامد إلى أكثر من ذلك حين يؤكد أنه «لتوفير دخل إضافي ـ فإنه يعمل كل أحد في سوق السيارات بالمروج ليوفر ما به يمكن أن يكون سببا في إرضاء أحد أبنائه فيما يعتقد الحاج حسين «متقاعد» أنّ زمرة المتقاعدين تناستهم الحكومات المتعاقبة وأنّ وضعه المالي صعب جدا وحكاية مجابهة النفقات الزائدة تعوّد عليها ـ رغم أنه يعمل كثيرا بشعار على قدر كسائي أمدُّ ساقي وهذا الكساء على حسب تعبيره فاق كلّ التوقّعات والانتظارات بما أنه منذ 5 سنوات لم يشترِ مَلبسا جديدا..
* استهداف المواطن...
... أكد بشير المناعي متقاعد من القطاع الخاص أنّ ما يحْصُل عليه ضعيف مقارنة بتضحياته السابقة وأنه لم يكن ينتظر أن يحصل له ذلك طبعا هو يتحدث عن جرايته التي لا تتجاوز 5 من كل بداية شهر ليصبح الوضع مُكهْربا داخل المنزل «حسب تعبيره» وهو عامل موتّر بين الزّوج والأم والأبناء خاصة المدخّنون منهم كما أنّ دوره ضعيف في التأثير على الأبناء بحكم أنه غير قادر على الإيفاء بما يريدونه وهو لا يجد كيف يوفر لهم مصروفهم فمن أين لهم ان يأتو بالمال ليوفروا «الاحتياط».
* صعود ولا تراجع
يعتمد محمد صالح انّ الارتقاء الصاروخي للاسعار الحياتية تساهم بشكل كبير في الوضع الصعب للمواطن، امّا حسناء معلمة ـ فانها ترى ـ انّ التونسي له مناسبات عديدة وانه غير قادر على مجابهة غلاء المعيشة فما بالك ان يضع مالا للاحتياط.
وتؤكد جميلة (خياطة) انّ الحياة صعبة في تونس وانما في الكثير من الاحيان تعجز عن توفير مأكلها فما بالك أن تدّخر لتشتري «العلوش» او ملابس جديدة وانهت كلمتها تعبر وتلخص كل شيء «نار الاسعار» و«حليلو الزوالي».
* نشر في الشعب الورقية ليوم الخميس 29 ماي في عدده 1851