ثقافي

بين الة المزود والموسيقى الالكترونية : الفنان سفيان بن يوسف يقدم مشروعه الفني الجديد

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  يلقب ب" عراب "الموسيقى البديلة في تونس"، ليس فقط لفرادته التقنية، بل لقدرته النادرة على صناعة موسيقى تُحاكي الجذور وتُلامس المدى.

انه الفنان التونسي المقيم بالدنمارك سفيان بن يوسف الذي يعود بعمل فني جديد يجمع ويمزج فيه بين فن المزود الشعبي والموسيقى الالكترونية.

* عمار 808

مشروعه الموسيقي ليس مجرد تجربة صوتية، هو رحلة عبر الزمن والمكان، حيث تمتزج نبضات آلة "Roland TR- 808" الأسطورية مع إيقاعات متمردة من شمال إفريقيا وألحان تقليدية من جنوب آسيا، لتولد تركيبات صوتية هجينة، مدفوعة بطاقة تونسية أصيلة، ومرتبطة بعمق بذاكرة الشعوب.

من خلال ألبوماته، أعاد عمار 808 قراءة التراث المغاربي والموسيقى الشعبية بلغة إلكترونية، ليكون تعاونه مع فنانين محليين ذوي خلفيات فنية تراثية مُكرسا لمفهوم جديد يمكن أن نسميه "الحداثة المتجذرة"، حيث لا تعني العودة إلى الماضي الانغلاق، بل فتح أفق جديد للذاكرة الجماعية.

* مشروع يرفض التنميط

في زمن التشابه، يُمثل عمار 808 صوتا فريدا، يرفض التنميط والكليشيهات، ويتقن خلق المستقبل من رحم الذاكرة طارحا نفسه بديلا أو جسرا بين الذاكرة والمستقبل.

* "Club Tounsi" أو المزود الإلكتروني الجديد

من "Maghreb United" الذي كسر حواجز التعاونات المغاربية، إلى "Club Tounsi" عمله الأحدث، يواصل عمار 808 خلخلة القواعد الموسيقية وإعادة تشكيلها بلغة صوتية لا تشبه سواه.

في هذا الألبوم الثالث، يغوص عمار في روح المزود التونسي: ذلك التعبير الشعبي الخام المتأصل في أزقة البلاد وذاكرتها السمعية، ليعيد بثّه في بنية إلكترونية مشحونة.

والنتيجة، توليفة ذات روح من الإيقاعات الراقصة، والآلات التراثية، والنبض الإلكتروني القوي، حيث يلتقي الجسد والذاكرة في نقطة واحدة.

"Club Tounsi" ليس تكريما للمزود بقدر ما هو تفكيك جريء له وإعادة بناء، يطرح فيها التراث كمادة حيّة قابلة للتجديد.

هذا الألبوم لا يخاطب فقط ساحات الرقص، بل يقدم كبيان فني مشحون بالدلالات السياسية والاجتماعية، يعيد رسم الموسيقى الشعبية في زمننا..

وعبر تجربة سمعية موسيقى متجذرة في أصولها ومتجهة نحو العالم، يُعيد عمار 808 تقديم المزود ككائن صوتي جديد: متمرّد ومتحرر من قيود الزمن…

يتكوّن الألبوم من ثمانية مقطوعات، وقد صدرت منه حتى الآن ثلاثة فيديو كلية .