دولي

الياس رودريغيز: نزع عن نفسه امتيازالقومية وارتدى وجع فلسطين عباءة وسيفا

الشعب نيوز/ طارق الشيباني - 

إلياس رودريغيز، شاب أميركي من شيكاغو، كبر على حلم العدالة، وتشرّب غضبه من لهيب الرأسمالية والاستعمار. لم يكن اسمه يتردد في نشرات الأخبار، إلى أن دوّى صوت مسدّسه في 21 ماي 2025 أمام المتحف اليهودي بواشنطن، حين أطلق النار على موظفين في السفارة الإسرائيلية صارخاً: "الحرية لفلسطين... فعلت ذلك لأجل غزة."

هو باحث اكاديمي و مناضل شيوعي و مدافع عن حق الاقليات حيث شرب الغضب الإنساني الخالص، كتب سطراً دموياً في سجل التضامن الأممي، فصار اسمه بين أولئك الذين نزعوا عن أنفسهم امتيازاتهم القومية، وارتدوا وجع فلسطين عباءةً وسيفاً. 

حيث لم يكن هذا التضامن الاممي مؤتمرات ولا بيانات، بل وجوها و سواعدا من قارات بعيدة، شدّها الحنين إلى حق لم يعرفوه إلا في وجوه الأمهات تحت القصف.

هو كوزو أوكاموتو، الياباني الذي جاء من جيش اليابان الأحمر ليحمل بندقية في مطار اللد عام 1972، دفاعاً عن أرض لم تطأها قدماه من قبل، لكنه سمع أن فيها أطفالاً يُذبحون، فقاتل.

هو كارلوس راميريز، الكولومبي الذي لم تُغره جبال بلاده، وفضّل أن يقاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لأن الثورة واحدة والعدو مشترك.

هو كل من سقط أو صرخ أو كتب أو قاطع أو سار في شوارع مدريد وشيكاغو وجوهانسبرغ وهو يهتف: "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة."

هذا هو النضال الأممي: أن ترفض الظلم حيثما كان، ثم تمضي إليه، مهما بعدت المسافة، لتكسر سيفه بيدك العارية.