دولي

حرب غزة تدخل شهرها السابع وترقب استئناف محادثات جديدة حول الهدنة

غزة / وكالات - تدخل الحرب بين الكيان الصهيوني و حركة حماس شهرها السابع الأحد، في وقت تستعد القاهرة لاستضافة مباحثات جديدة حول اتفاق هدنة يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإدخال مزيد من المساعدات الى القطاع المحاصر حيث ينتشر الدمار والمعاناة والعوز.

ومنذ اندلاعها في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب الدولة العبرية، تسبّبت الحرب بدمار واسع في القطاع الفلسطيني وحصيلة شهداء تجاوزت ال33 ألفا وانهيار القطاع الصحي، وبالتالي بظروف إنسانية جعلت أكثر من مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين، على مشارف المجاعة.

في تل أبيب ، يزداد القلق على الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، وينظّم عشرات آلاف الصهاينة بشكل شبه يومي تظاهرات احتجاجية للمطالبة بالتوصل الى اتفاق يفرج عن مخطوفيهم، كما يطالبون بانتخابات جديدة لإسقاط حكومة بنيامين نتانياهو.

في الوقت ذاته، يجد الكيان الصهيوني نفسه تحت ضغط تبدّل لهجة حليفته الولايات المتحدة الامريكية ، بعد أن طالبها الرئيس الأميركي جو بايدن بحماية المدنيين وإبرام اتفاق لوقف النار وإطلاق الرهائن.

ويرتقب أن يبحث مسؤولون من الولايات المتحدة الامريكية و الكيان الصهيوني وقطر و حركة حماس في العاصمة المصرية، في اتفاق للهدنة.

وأوردت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من الاستخبارات المصرية أن الاجتماعات ستعقد الأحد، وسيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الموساد الصهيوني ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل.

كما أكدت حماس مشاركة وفد منها برئاسة القيادي خليل الحية، في المحادثات.

وذكّرت بأن مطالبها للاتفاق "تتمثّل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جدية"، مؤكدة أن "لا تنازل عنها". 

وسبق للطرفين أن أبرما هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر 2023 وأتاحت الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية.

بعد ستة أشهر من عمليات قصف جوي ومدفعي وعمليات برية ينفذّها الكيان المحتل بلا هوادة، بلغت المعاناة الإنسانية في قطاع غزة مستويات غير مسبوقة.

وأعلن الجيش الصهيوني فجر اليوم الأحد 7 أفريل 2024 مقتل أربعة جنود في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة الجنود الذين قتلوا منذ 27 أكتوبر 2023 الى 260.

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الانسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة للكيان الصهيوني لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.

وعلى خلفية التباينات المتزايدة بين الإدارة الأميركية ونتانياهو، توجه زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد الى واشنطن السبت لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار، وفق ما أفاد حزبه.

ويواجه نتانياهو ضغوطا متزايدة في الداخل أيضا.

مساء السبت، نظّمت تظاهرات حاشدة في تل أبيب ومدن أخرى طالبت باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة والتوصل لاتفاق بشأن الرهائن الذين قضوا "ستة أشهر في الجحيم"، وفق ما كتب في إحدى اللافتات.

وكان الجيش الصهيوني أعلن السبت أنه استعاد جثة الرهينة إلعاد كتسير في جنوب قطاع غزة، مشيرا الى أنه كان خطف من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس. وذكر أنه قتل خلال احتجازه على أيدي حركة الجهاد الإسلامي.

ووجّهت شقيقة كتسير انتقادات الى المسؤولين الصهاينة ، معتبرة أنّ إبرام اتفاق هدنة مع حماس كان ليتيح عودة شقيقها على قيد الحياة.

في الأيام الماضية، شدّدت دول غربية حليفة تقليديا للكيان الغاصب ، لهجتها حيال الدولة العبرية، خصوصا في أعقاب مقتل عاملين إنسانيين بقصف مسيّرة صهيونية في غزة الإثنين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت إنّ لندن "مصدومة من حمام الدم" في غزة و"هذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي... يجب إطلاق سراح الرهائن" وأن "تتدفق المساعدات".

وشدّد على أن "أطفال غزة بحاجة إلى هدنة إنسانية فورية تؤدّي إلى وقف إطلاق نار مستدام طويل الأمد"، معتبراً أنّ هذه هي "أسرع طريقة لإخراج الرهائن وإيصال المساعدات".

وقتل سبعة عاملين مع منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي)، هم ستة أجانب وفلسطيني، جراء قصف مسيّرة طال ثلاث سيارات كانت تقلهم في دير البلح في وسط قطاع غزة.

وأقرّ الجيش الصهيوني الأربعاء بارتكاب سلسلة "أخطاء فادحة"، قائلا إنه كان يستهدف "مسلحا من حماس".

واتهم مؤسس "وورلد سنرال كيتشن" الطاهي خوسيه أندريس الجيش الصهيوني بـ"استهداف كل ما يتحرك (في غزة) منذ ستة أشهر".

وأضاف في تصريحات لقناة "ايه بي سي" الأميركية، "الأمر لا يشبه حربا ضد الإرهاب، لم يعد يشبه حربا للدفاع عن الكيان الصهيوني . في هذه المرحلة، الأمر يشبه فعلا حربا ضد الانسانية بذاتها".

وتدخل المساعدات الخاضعة لمراقبة صهيونية صارمة بكميات ضئيلة جدا إلى غزة من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر جنوباً.

كما تقوم بعض البلدان بإلقاء مساعدات جوا، غير أن ذلك لا يكفي لتلبية حاجات السكان الهائلة.

وأعلن الكيان الصهيوني ، تحت الضغوط، انه سيسمح بزيادة دخول المساعدات من معابر برية بينها وبين القطاع.

على الجبهة بين حزب الله و تل أبيب ، شنّ الكيان الصهيوني فجر الأحد غارات جوية على محافظة البقاع في شرق لبنان، مستهدفة مواقع لحزب الله، بعد ساعات من إسقاط الحزب طائرة مسيّرة للدولة العبرية في جنوب لبنان.

وقال مصدر مقرّب من الحزب لفرانس برس إنّ الغارات "طالت معسكرات الشعرة في جرود جنتا على الحدود الشرقية مع سوريا، إضافة إلى بلدة السفري".

وأكد الجيش الصهيوني أن طائراته استهدفت "مجمعا عسكريا وثلاث بنى تحتية عسكرية أخرى تابعة لوحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله في منطقة بعلبك وذلك ردًّا على إسقاط طائرة مسيرة لسلاح الجو كانت تعمل في الأجواء اللبنانية" السبت.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية-الصهيونية بين حزب الله المدعوم من طهران، والجيش الصهيوني .