11 سنة على وفاته: روجي قارودي معتنق الاسلام، عدو الامبريالية والصهيونية
الشعب نيوز/ وسائط - في مثل هذا اليوم - 13 جوان من سنة 2012 - توفي روجي قارودى، الفيلسوف والمفكر فرنسى، الذي اشتهر بحبه واعتناقه للاسلام ودعمه للقضية الفلسطينية وعدائه الشديد للامبريالية والصهيونية. ولد فى 17 جويلية عام 1913، فى مرسيليا بفرنسا، والتحق بمدارس مارسيليا، وبسبب تفوقه حصل على منح دراسية من الدولة فى جميع مراحله الدراسية.
اعتنق المسيحية البروتستانتية وهو فى سن الرابعة عشرة، درس فى كل من جامعة مرسيليا وجامعة أيكس أون بروفانسن، وانضم لصفوف الحزب الشيوعى الفرنسى عام 1933، وعين أستاذا للفلسفة فى مدرسة الليسيه من ألبى عام 1937.
شارك فى الحرب العالمية الثانية، ووقع فى الأسر بالجزائر 1940، أول حديث لفت انتباهه للإسلام أثناء أسره، حيث أرسل إلى معسكر جنوب الجزائر التابعة لفرنسا آنذاك، وقام مع زملائه المعتقلين الفرنسيين بحركة احتجاج داخل المعسكر الذى كان يقوم على حراسته جنود جزائريون مسلمون، رفضوا إطلاق النار على المحتجين عندما صدرت الأوامر بذلك، لينقذوا أرواح المعتقلين، ومن بينهم قارودى.
مثلت تلك الواقعة بداية إعجابه بالإسلام، وانتخب بعد عودته من الحرب عضواً بالبرلمان الفرنسى 1945. حصل على الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة السوربون عن النظرية المادية فى المعرفة عام 1953، ثم حصل على الدكتوراه مرة ثانية عام 1954 فى العلوم من جامعة موسكو، أسس المعهد الدولى للحوار بين الحضارات فى باريس وترأسه، كما أسس المركز الحضارى فى قرطبة، وهو عضو بأكاديمية المملكة المغربية، وفى المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية فى الأردن. اعتنق الاسلام وسمى نفسه رجاء.
تميزت مسيرته بالنزاعات، وطرد من الحزب الشيوعى الفرنسى عام 1970 بعد انتقاده غزو الاتحاد السوفيتى لتشيكو سلوفاكيا عام 1968، وفى نفس السنة أسس مركز الدراسات البحوث الماركسية، واستمر مديراً له لمدة عشر سنوات، بالرغم من أنّه كان مؤيدًا للتدخل السوفيتى فى المجر قبل 12 سنة.
اشتهر بعدائه الشديد للإمبريالية والصهيونية، وبعد مجازر صبرا وشاتيلا فى لبنان عام 1982 أصدر بيانًا وقّعه معه اثنان من رجال الدين المسيحى واحتل صفحة كاملة من جريدة «اللوموند الفرنسية»، بعنوان «معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان»، وكان ذلك البيان بداية صدام بينه وبين المنظمات الصهيونية، التى شنت ضده حملة شرسة فى فرنسا والعالم، واتهمته بالعنصرية ومعاداة السامية، وبخاصة بعد أن نشر بحثه ملف إسرائيل حُوكم بتهمة التشكيك فى المحرقة اليهودية فى كتابه «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية»، وصدر الحكم عليه بغرامة مالية كبيرة، ولم يتراجع عن موقفه رغم أنه تجاوز التسعين من عمره.