ثقافي

لماذا هاجمت الصحافة الصهيونية فوز الفرنسية آني إرنو بجائزة نوبل للآداب 2022؟

الشعب نيوز/ متابعات -  هاجمت الصحافة الصهيونية الأديبة الفرنسية " آني إرنو " بعد إعلان فوزها بجائزة نوبل للآداب 2022، حيث وصفتها "جيروزاليم بوست" بكونها من “أشد المؤيدين لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها ”.
وقالت الصحيفة الصهيونية إن أديبة نوبل - المعروفة بميولها اليسارية - عارضت التعاون الثقافي بين فرنسا وإسرائيل عام 2018، ووقعت رسالة إلى جانب حوالي 80 فنانًا آخرين أعربوا فيها عن غضبهم لإقامة “الموسم الثقافي الإسرائيلي الفرنسي” من قبل الحكومتين.
وقالت الرسالة إن الموسم ساعد في “تبييض” صورة إسرائيل، وأضافت “أن الالتزام الأخلاقي يملي على أي شخص ذي ضمير أن يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
وأضافت الصحيفة أن " إرنو" وقّعت على رسالة تطالب بالإفراج عن المناضل اللبناني المعتقل في فرنسا منذ الثمانينيات جورج عبد الله، ووصفته بأنه شارك في تأسيس الفصائل الثورية المسلحة اللبنانية عام 1980، وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1982 لاغتيال الملحق العسكري الأميركي المقدم تشارلز آر راي، والدبلوماسي الإسرائيلي يعقوب بار سيمانتوف.
وبحسب الصحيفة الصهيونية، فقد وصفت الرسالة التي وقعتها أديبة نوبل الملحق العسكري الأميركي والدبلوماسي الصهيوني بأنهما “عملاء نشطون للموساد ووكالة المخابرات المركزية”، بينما وصفت عبد الله بأنه “ملتزم تجاه الشعب الفلسطيني وضد الاستعمار”.

“خطاب ضد الفصل العنصري”
وفي عام 2021، وقعت" إرنو "على رسالة بعنوان “خطاب ضد الفصل العنصري”، شجبت فيه الحرب الصهيونية على غزة.  
وفي نسخته الصادرة باللغة الفرنسية، قال موقع مجلة “تايمز أوف إسرائيل” إن الكاتبة الفرنسية على مرّ السنين “عرفت بالتزامها تجاه اليسار المتطرف، ولا سيما من خلال نشاطها المناهض لإسرائيل”.
وقالت المجلة إنه بدعم من السياسي والبرلماني الفرنسي جون لوك ميلونشون زعيم حزب “فرنسا الأبية”، انضمت إرنو إلى “برلمان الاتحاد الشعبي” الذي حشد شخصيات من العالم النقابي والفكري خلف ترشح ميلونشون للانتخابات الرئاسية لعام 2022.
وذكرت المجلة الإسرائيلية أن الأديبة الفرنسية وقعت في 2017 مقالا نشر بصحيفة " لوموند "، لدعم الناشطة حورية بوتلجة الناطقة الرسمية باسم حركة “أهالي الجمهورية بفرنسا” (Indigènes de la République) التي تندد بالماضي الاستعماري وتناهض التمييز الذي يتعرض له أحفاد السكان المستعمرين وترفض العنصرية.
وفي عام 2019، وقعت الأديبة الفرنسية دعوة نشرت في مجلة ميديا بارت (Mediapart) الإلكترونية، لمقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية (Eurovision 2019) في تل أبيب، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
وقال موقع “ينت نيوز” (ynetnews) الإسرائيلي إن الأديبة الفرنسية شاركت مع 100 فنان ومثقف من بلدان مختلفة في توقيع العريضة التي دعت لمقاطعة المسابقة، والتي ورد فيها أنه “من 14 إلى 18 ماي، تعتزم قنوات التلفاز الفرنسية بث مسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2019 التي ستقام في تل أبيب، في منطقة رمات أبيب المقامة على أنقاض قرية الشيخ مونس، وهي واحدة من مئات القرى الفلسطينية التي أفرغت من سكانها ودمرت عام 1948 عندما أقيمت دولة إسرائيل”.
وأضافت العريضة أن “هذه الرسالة تبدو جوفاء في محاولتها تشتيت انتباهنا عن انتهاكات حقوق الإنسان للفلسطينيين. التمييز والإقصاء راسخان بعمق في إسرائيل، حيث تم تبني قانون: إسرائيل دولة الشعب اليهودي.. في 19جويلية  2018، الذي أعلن أن اليهود فقط هم من لهم الحق في تقرير المصير القومي، وبالتالي تم تكريس الفصل العنصري رسميًا في القانون”، بحسب الموقع الإسرائيلي.

أول أمراة فرنسية 
وتعرف الأديبة الفرنسية بأسلوبها السهل والواقعي الخالي من أي مبالغات إنشائية، وقد ابتعدت عن الرواية لتعمل على أسلوب جديد لقصص النسب وابتكار “السيرة الذاتية الموضوعية”.
وتعرّف عن نفسها بالقول إنها “مجرّد امرأة تكتب”، ومن خلال أعمالها المستوحاة بصورة أساسية من حياتها، كوّنت صورة دقيقة لمشاعر المرأة التي تطورت مع اضطرابات المجتمع الفرنسي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
لها أكثر من 20 كتابا، وباتت المرأة الـ17 التي تحصل على الجائزة المرموقة، من أصل ما مجموعه 119 فائزا بفئة الآداب منذ منح جائزة نوبل الأولى عام 1901. كذلك أصبحت الفائز الفرنسي الـ16 في تاريح نوبل، بعد 8 سنوات من حصول باتريك موديانو عليها.
وأضحت إرنو أيضا أول امرأة فرنسية تنال جائزة نوبل للآداب، بعدما كان جميع مواطنيها الذين سبقوها إلى تحقيق ذلك من الرجال، ومنهم أناتول فرانس وألبير كامو وجان بول سارتر الذي امتنع عن تسلّمها

-----------
منقول بتصرف عن صفحتي الصديقين أحلام بن جفال ومحمد الطرابلسي القروي