ثقافي

"ندوة اقتباسات" تتحرّى في مدى اقتباس السينما من الرواية التونسية

في محاولة لرأب الصدع بين الرواية والسينما، نظّم المعرض الوطني للكتاب التونسي بالتعاون مع أيام قرطاج السينمائية "ندوة اقتباسات" بقاعة الطاهر شريعة يوم الخميس 24 جوان 2021.

في تقديمه لهذا اللقاء، قال مدير المعرض السيد محمد المي إنّ هذه الندوة الفكرية تهدف إلى تذكير السينمائيين والمهنيين بثراء المدونة الأدبية التونسية وامتلاكها لنصوص جيّدة صالحة إلى أن تكون  منطلقا لأفلام ناجحة.

في ترأسه لفعاليات "ندوة اقتباسات" اعتبر الناقد والباحث كمال بن ونّاس أن السينما هي فن الاقتباس  بإمتياز باعتبار أن الفيلم  هو نتاج الإعجاب برواية أو قصة أو مقالة أو التأثر بأحداث من الواقع... مشيرا إلى أن بيت القصيد في السينما ليس القصة في حد ذاتها بل كيف نروي هذه القصة. وذكر الأستاذ كمال بن ونّاس أنّ اقتباس الأفلام من الروايات كثيرا ما يلتبس بإيديولوجيا الدول المنتجة مؤكدا أنه شاهد كل الأفلام الأجنبية التي تناولت  شخصية "دون كيشوت" فوجد اختلافات وفوراق بينها بتنوع إيديولوجيات أصحابها...

من موقعه كروائي وكاتب، شدّد الأسعد بن حسين على أنّ السينما التونسية تعاني أساسا من أزمة سيناريو سيما أن أغلب المخرجين السينمائيين يحتكرون كتابة السيناريو والحوار بأنفسهم دون الاستعانة أو حتى استشارة المختصين.  كما ندّد بتهميش وظيفة السيناريست سواء من قبل صنّاع السينما أنفسهم أو حتى من طرف سلطة الإشراف. 

وبصفته كاتب سيناريو وأستاذ جامعي فقد أوضح طارق بن شعبان أن الفيلم لا يمكن أن يكتمل أو ينجح دون وجود سيناريو قوي ومقنع. ولكن للأسف أغلب المخرجين والمنتجين يتجاهلون دور كاتب السيناريو ويصرّون على التغافل عن هذه الحلقة الأساسية والمفصلية في نجاح المشروع الفني .

وكان من المفترض أن يشارك في  أشغال هذه الندوة الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي إلاّ أنه اعتذر لأسباب خارجة عن إرادته وقام بنشر نص مداخلته التي جاء فيها: "السينما في الماضي كانت تذهب للرواية، وما قدّمته السينما للروائي إحسان عبد القدّوس كان أقرب إلى نقل مسطرة من دفتي الكتاب إلى الشريط السينمائي، باستثناءات قليلة مثل فيلم "الراقصة والسياسى"، لأن وحيد حامد كاتب السيناريو وسمير سيف المخرج لم يتقيّدا بحالة الرواية، ولكنهما أخذا هذه الرواية إلى ملعبهما... وتلك هي العلاقة الشائكة بين القصة والسينما.